أكد جغرافيون وباحثون بقنا أن بحيرة "صيادة الطيور" بمدينة قفط، هي مجرد أسطورة ولا أساس لها من الصحة. وبحسب الروايات التي يتناقلها الأهالي فالبحيرة تقع بالقرب من معبد الإله مين الفرعوني قديما– وتتواجد حاليا شرق المدرسة الثانوية، وكان يطلق عليها إلى وقت قريب "البلاعة" نظرا لما تناقله الرحالة العرب - ومنهم ابن بطوطة - عن قدرتها الخارقة في اصطياد الطيور التي تمر عليها، وهو ما لم يثبت صحته علمياً. وقال إبراهيم الدسوقي رئيس قسم الجغرافيا بجامعة جنوبالوادي ل"بوابة الأهرام " إن البحيرة كانت مجرد أسطورة حيث قال العرب عنها إنه "بناها قفطريم بن قبطيم بن مصريم بن نوح عليه السلام حيث سماها بصيادة الطيور لاصطياد أي طائر يمر من خلالها" لافتا أنه لم يثبت أثريا وعلميا من خلال كل الحفائر الأثرية التي أجريت عن منطقة قفط صحة الروايات المتعلقة بهذه البركة وقدرتها الخارقة. وأضاف الدسوقي أن ابن بطوطة أخذ عن غيره مثل معظم الرحالة العرب، لافتا إلى أنه يؤخذ عليه أنه كان يكتب من الذهن بدون تدوين كتاباته وقت الرحلة الطويلة التي كانت حوالي 80 ألف كيلو متر مربع، والتي بدأها في القرن الثامن الهجري. وأضاف رئيس قسم الجغرافيا أن أكثر إسهامات ابن بطوطة في محافظة قنا هو رصده للحواضر والمدن التي تحولت في عصرنا الحديث إلي قري، لافتا أنه ذكر بالتفصيل القري المندثرة، والتي تسبب فيضان النيل والوباء الأسود في اختفائها في القرن ال 12 الميلادي. وتابع بأن من أهم المدن التي دمرها الوباء الأسود في محافظة قنا هي مدينة ببيج القهرمون والتي كانت مدينة كبيرة تتبع فاو بدشنا، حيث كانت مركز إداري في العصر القبطي وبها مصانع وعصارات للقصب. وأضاف الدسوقي أن -ابن بطوطة الذي نحتفل بذكري ميلاده- لاغنى عنه في عالم الجغرافيا، مشيرا إلي أنه كان دقيقا جدا في وصف تلك العوالم الخفية لعالم القري والمدن والتي اندثرت بحكم قوانين الجغرافيا والتاريخ معا.