سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، منذ السبت الثلاثين من ديسمبر 2017، وحتى الخميس الرابع من يناير 2018، الضوء على عدد من القضايا الهامة التي تشغل الرأي العام المحلي والعالمي في مختلف بلدان العالم. وأكد المرصد أن العديد من دول القارة الإفريقية تعاني من انتشار عناصر الجماعات الإرهابية بها، وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يسعى عناصره للتمركز في دول هذه القارة واتخاذها مركزًا لشن هجماته على باقي الدول، وجماعة "بوكو حرام" النيجيرية، و"حركة الشباب الصومالية"، الذين يتخذون من الكاميرونونيجيريا والصومال ودول إفريقيا الوسطى، مركزًا لشن هجماتهم الإرهابية ضد الأبرياء في هذه القارة التي يعاني غالبية سكانها من الفقر والمرض. وفي إطار ذلك سلطت وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرّف، الضوء على سلسلة الهجمات الوحشية التي قامت بها جماعات العنف والإرهاب من "داعش"، و"بوكو حرام" وغيرهما، في نيجيرياوالكاميرون في وداع عام 2017، واستقبال 2018. ويرى مرصد الأزهر، أن تكثيف الجماعات الإرهابية من أعمالها الوحشية داخل القارة الإفريقية، ربما يكون الهدف من ورائه هو السيطرة على عدد من دول هذه القارة متخذين من الفقر والمرض وضعف الحكومات، وسائل تساعدهم في الوصول إلى هدفهم الخبيث، ولذلك يستنهض المرصد همم كل الأحرار والشرفاء في العالم، ويدعوهم إلى التكاتف ومد يد العون للدول الإفريقية للتخلص من هذا الإرهاب الذي دأب على قتل الأبرياء وترويع الآمنين. المرأة والإرهاب المرأة في مفاهيم عناصر الجماعات الإرهابية، مخلوق لا قيمة له ولا حقوق سوى ما ينعمون به عليهن، وهي عندهم مجرد وسيلةً تُستخدم في تنفيذ العمليات الإجرامية. وفي تقرير أعدته وحدة اللغة العربية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حمل عنوان: "المرأة والإرهاب.. ثنائية الكذب والاستغلال"، أكدت فيه أن الجماعات الإرهابية لطالما اتخذت من المرأة وسيلة للانتشار والتمدد داخل المجتمعات؛ فتارة تتخذ هذه الجماعات النساء آلة لتجنيد الشباب عن طريق إغرائه بالزواج منهن، وتارة أخرى تقوم بسبيهن والتمتع بهن. وأشارت الوحدة، إلى أن هذه الثنائية المتناقضة عادت للظهور في آخر إصدارات الجماعات الإرهابية التي دُشّنت وبشكلٍ خاصٍ للنساء؛ مثل مجلتي: "بيتك"، و"ابنة الإسلام"، اللتين تختصان بالمرأة فقط وتهتم بشئونها، وهاتين المجلتين وبنظرة تحليلية أُعدّت إعدادًا ذكيًّا لائقًا بالجمهور الذي تستهدفه التنظيمات المتطرفة، فبدايةً بالشكل والإخراج المتسم بالألوان المبهجة والرسومات الرقيقة التي تجذب النساء، ومرورًا بعناوين المقالات التي تُشعِر المرأة أنها مهمةٌ وأن التنظيم فعلًا يُعتبَر لها، بل ويعتمد عليها اعتمادًا كبيرًا، فمثلًا نجد مقالًا تحت عنوان: "الشيخ أبو قتادة الفلسطيني يحدثكِ أنتِ"، وفيه يخاطب المرأة ويوجّه العنوان لها فيشعرها بأهميتها وبأنها تشغل حيزًا من عقل هؤلاء المجاهدين، فتبدأ بالقراءة وهي ممتنة. وتوضح وحدة رصد اللغة العربية، أن هذه الآليّة الجديدة تجذب النساء مرةً أخرى، وتجعل المرأة المستهدَفة تُغيِّر نظرتها للتنظيمات الإرهابية. ويحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، النساء من الاغترار بالشعارات البراقة التي تتبناها التنظيمات الإرهابية، ومن السموم التي تبثها في إصداراتها الموجهة للمرأة؛ مؤكدًا أن ما يُبطنه هؤلاء الإرهابيين للمرأة عكس ما يظهرونه على صفحات مجلاتهم، فلقد وعدوا النساء من قبلُ بالاستقرار والحفظ والرعاية وبالمال والزوج المُحِبّ، وكانت الحقيقة على خلاف ذلك تمامًا، ففوجئت المنضمات لهم بالتعذيب والامتهان والاستعباد الجنسي وغير ذلك مما افتضحت به تلك الجماعات. مصير الدواعش أصبح الكثيرون شغوفون بمعرفة مصير عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وباتوا يتعقبون الأنباء للوقوف على الوجهة التي فر إليها هؤلاء الإرهابيين عقب خسارة التنظيم للأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا منذ عام 2014، وفي هذا الصدد أعد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من خلال وحدة رصد اللغة الإنجليزية، تقريرًا جاء تحت عنوان: "هل تنتهي داعش؟!". وأشار المرصد، إلى أن الإجابة على هذا السؤال ربما تكون صادمة للبعض؛ فداعش لم تنته بعد، ومن الواقعي أن نُقر بأن هذا التنظيم الإرهابي لن ينتهي حتى على مدى المستقبل القريب إلا من خلال التعاون والتضافر لمقاومة أفكاره المنحرفة والمغلوطة، وإعادة تأهيل العائدين منه بعد أن ينالوا العقوبات التى تقررها قوانين الدول التى يعود إليها هؤلاء المارقون على ما اقترفوه من جرائم. ردود شرعية وفي جانب نشره لمبادئ المواطنة والتعايش وثقافة السلام، وتفنيد الأفكار المغلوطة، وتوضيح الإسلام الصحيح، أعد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خلال قسم الردود الشرعية، تقريرًا حمل عنوان: "لغيرنا حقوق علينا". وأوضح المرصد، أن تأصيله لهذه المعاني من خلال مصادر التشريع الإسلامي من الكتاب ومن السنة النبوية المطهرة للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، ومن سار على نهجه من أمته؛ يأتي لبيان التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي. أحداث أخرى وتابعت وحدة رصد اللغة الإسبانية، تعليق إحدى الرحلات الجوية في مطار "سان بابلو" بإشبيلية للاشتباه في أن مسلمًا يحمل قنبلة، وسيصعد بها على متن الطائرة؛ كما أعدت تقريرًا سلطت فيه الضوء على أحوال الإسلام والمسلمين في جمهورية الأوروجواي، التي يعتنق الغالبية العظمى من سكانها الديانة المسيحية، بينما تعتنق نسبة تقل عن 5% ديانات أخرى مثل الإسلام واليهودية والبوذية وغيرها، ويقدر عدد المسلمين هناك بحوالي 1500 نسمة، غالبيتهم من العرب الذين هاجروا إلى الأوروجواي عبر الحدود مع البرازيل. وفي سياق متصل، أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالمبادرة التى قام بها عددا من المواطنون الكنديون لجمع أكثر من 124 ألف دولار، لمساعدة ضحية يدعى "أيمن ديربالي". كما سلطت وحدة رصد اللغة الفرنسية، في تقرير لها حمل عنوان: "لماذا تستعيد فرنسا أطفال داعش؟" الضوء على ما أقدمت عليه الحكومة الفرنسية باستعادتها أربعة أطفال من أبناء مقاتلي "داعش" الفرنسيين بالعراق، إلى فرنسا. وأشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بجهود المجلس العالمي للتسامح والسلام، في نشر قيم التسامح والعدالة والمساواة والتعايُش في كافة أرجاء العالم. وسلطت وحدة رصد اللغة الألمانية، الضوء على إغلاق موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حساب القيادية في حزب "البديل من أجل ألمانيا"، بياتريكس فون شتورش، لمدة 12 ساعة في الاثنين أول يناير 2018، بسبب نشرها تغريدة عنصرية عن المسلمين، وهو ما أثار الغضب داخل الحزب اليميني الشعبوي المعروف بمعاداته للإسلام والمهاجرين، كما حررت الشرطة في مدينة كولن بلاغًا ضد القيادية بسبب ذات التغريدة.