فيما يعكس الإصرار علي التمسك بالحل السياسي بدأت الدول العربية معركة دبلوماسية جديدة " في إطار ماراثون للعمل الدبلوماسي " تسعي من خلالها إلي تجنب الفيتو، وذلك من خلال أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند " الاتحاد من أجل السلام ". ويشار الي أن أنه غالبا ما يتم اللجوء إلي هذا البند الذي يمنح الجمعية العامة صلاحيات القيام بدور مجلس الأمن،اذا ما تعثر دور المجلس وتمت عرقلته من جانب أي من الدول الخمس الدائمة العضوية علي بسبب حق النقض " الفيتو" . وكانت الجمعية العامة لأمم المتحدة قد قامت بدور نشيط بالفعل في هذا الصدد وتمكنت الولاياتالمتحدة من استصدار قرار بالتدخل تجنبا للفيتو السوفييتي ، وذلك أثناء الحرب الكورية الشهيرة خلال النصف الأول من القرن الماضي " خلال الفترة من 1950 الي 1953 " . وقد بدأت الجامعة العربية بالفعل وعبر المجموعة العربية في نيويورك بجانب رئاسة مجلسها الوزاري " ممثلة برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري " والرياض كرئيس لدول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخري تحركات واسعة ومشاورات مكثفة في هذا الصدد لأجل وضع قرار وزراء الخارجية الصادر الأحد الماضي " 12 فبراير" موضع التنفيذ. وتصر الدول العربية علي ضرورة إرسال قوات إلي الأراضي السورية لحفظ السلام ووضع حد لعمليات القتل والقصف والمذابح التي تقوم بها قوات الأسد ضد الأبرياء ، مما أوجد يقينا عربيا ودوليا أن هذا النظام ماض في غيه ومخططه إلي النهاية، حتي لو أباد عشرات الآلاف من أجل الاحتفاظ بالسلطة علي أشلاء الأبرياء . وتستهدف المساعي العربية تجاوز عنصر الوقت لسرعة عقد دورة خاصة للجمعية العامة، والتي استهلتها بإجراء اتصالات دولية واسعة النطاق مع الأطراف الفاعلة بالأمم المتحدة والمجموعات الاقليمية المختلفة لاقناعها بدعم هذا التحرك وضرورة العمل علي وضع حد لفصول المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري علي أيدي نظام الحكم وقواته. وسيتم بلورة مشروع عربي بهذا الصدد في أقرب وقت ممكن لتقديمه إلي الجمعية العامة ، في الوقت الذي سعت الجامعة العربية خلاله الي لفت انتباه واقناع الدولتين اللتين عارضتا التحرك السابق في مجلس الأمن " وهما روسيا والصين" الي خطورة الأوضاع في سورية والتحذير من استمرارها علي هذه الوتيرة / مما يقتضي ضرورة وجود تغيير بالسلطة تعتبرها الجامعه السبيل الوحيد الي عودة الهدوء وانقاذ الدولة السورية من فوضي عارمة. وكانت هذه مضمون الرسالة التي أبلغها الأمين العام للجامعه العربية د. نبيل العربي الي كل من المبعوث الصيني الي سورية ، وسفيرها بالقاهرة خلال لقائه بهما أمس الأول ، وأعاد التأكيد عليها خلال التقائه سفراء الدول الخمس الأعضاء بمجلس الأمن. وكشفت مصادر حضرت اللقاء بين العربي وسفراء الدول الكبري أنه أبلغهم انزعاجه وقلقه مما تشهده سورية من عمليات قتل وتدمير واسعة وأنه لا يمكن أن تظل حالة العجز والصمت الدولي حيال هذه المأساة والجرائم الوحشية التي يتعرض لها أبناء الشعب السوري، داعيا ضرورة التكاتف من أجل الي ايجاد مخرج من هذه الأزمة ،وبما يجنب هذه الدولة من الانهيار والتفتت ونشوب صراعات عرقية لن تنتهي . وكان ملف الأزمة السورية رهن مشاورات مكثفة لوزير الخارجية محمد كامل عمرو مع المبعوث النرويجي للشرق الأوسط الذي التقي الأمين العام الجامعه العربية أيضا حيث ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية الوزير مفوض عمرو رشدي في هذا الشأن إلى أن وزير الخارجية "محمد عمرو" عبر عن قلق مصر، مما آلت إليه الأوضاع فى سوريا،مشيرا إلى أنها كانت أول من حذر من خطورة انزلاق الأمور إلى نقطة اللاعودة، وحثه دمشق على ضرورة اعتماد الحوار سبيلا سلميا لإنهاء الأزمة وضرورة الوقف الفوري للعنف، لافتا إلي أن مصر ما زالت تأمل فى تغليب صوت العقل بما يمكن من التعامل مع الموقف بصورة تحفظ الدماء السورية الشقيقة.