رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، وتهديد تل أبيب بضربة جوية وقائية ضد طهران، باتت أقرب ما يكون إلى الحدوث سواء بدعم أمريكى إلى إسرائيل أم لا. وتساءلت المجلة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى عما إذا كان الذى يحدث بين إيران وإسرائيل حملة مدروسة بعناية من "الخداع وتبادل الإشاعات التى تهدف إلى تشديد العقوبات والضغط على إيران للجلوس على مائدة المفاوضات"، أو أنه قاعدة أساسية يتم التجهيز لها من أجل شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية فى غضون الأشهر القليلة المقبلة. وتابعت: "ربما يكون الأمر لا هذا ولا ذاك، وأن الأشخاص الذين يعدون لذلك، والذين لم يجمعوا أمرهم حتى الآن، يتناقشون ويأخذون احتياطاتهم بشكل محموم قبل شن الضربة المحتملة ضد طهران". ونسبت المجلة إلى وزير الدفاع الإسرائيلى المتشدد، إيهود باراك، قوله إن "نافذة شن ضربة جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية باتت وثيقة، لأن استمرار إيران فى تخصيب اليورانيوم بأجهزة الطرد المركزى بمنشاة فوردو النووية الموجودة تحت الأرض قريبا من مدينة قم الإيرانية، قد يوفر لها "منطقة حصانة" تمكنها من تصنيع قنبلة نووية بغض النظر عن أى تدخلات من العالم الخارجى". ونقلت مجلة "الإيكونوميست" عن وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا قوله خلال اجتماع مع نظرائه من قوات حلف شمال الأطلسى "ناتو" فى العاصمة البلجيكية بروكسل: إنه "من المحتمل بعد وقت قصير أن تقوم إسرائيل بشن هجوم على إيران إما فى شهر إبريل أو مايو أو يونيو ، وهى الأوقات التى عادة ما يكون فيها الجو العام مواتيا للهجوم ". ومن جانبه استجاب القائد الأعلى الإيرانى آية الله على الخامنئي بتأكيد التزام طهران بالاستمرار فى برنامجها النووى بغض النظر عما قد يحدث، وهدد كلا من إسرائيل والولاياتالمتحدة، ووصف إسرائيل بأنها "ورم سرطانى ستتم إزالته" معلنا أنه إذا اندلعت الحرب " فستكون فتكا أكثر بعشر مرات بأمريكا وليس بإيران". وحسبما قالت المجلة: إنه وسط حرب الكلمات المتصاعدة، فإن التجهيزات للحرب تتم بالفعل، منوهة إلى أن الإرهاصات الدالة عليها بدأت عندما أعلن قائد القوات الأرضية بالحرس الثورى الإيرانى إجراء تدريبات فى جنوبإيران قريبا من مضيق هرمز وبدء الولاياتالمتحدة فى أكبر تدريباتها البرمائية لحوالى عقد من الزمان. وقالت المجلة: إن هناك بعض الاستنتاجات القليلة التى تحدد ما إذا كان الهجوم على إيران بات وشيكا، أم أن إسرائيل مستعدة للتحرك بصورة أحادية الجانب، منوهة إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الولاياتالمتحدة مقتنعة بحدوث ذلك - لأنها فى هذه الحالة ستضطر إلى كبح جماح إسرائيل بل وشن الهجمات ضد إيران بنفسها. ولفتت المجلة إلى أن القيادات الإسرائيلية العليا فقط (وربما الامريكية) يمكنها معرفة ما إذا كانت القوات الجوية الإسرائيلية قادرة على شن هجوم فاعل ضد إيران من تلقاء نفسها أم لا.