فى مثل هذه الأيام لم يكن هناك صوت يعبر عن مشاعر المصريين فى ميدان التحرير، وعبر الإذاعة وشاشات التليفزيونات، سوى الفنانة القديرة شادية بأغنياتها "يا حبيبتى يا مصر "، وكانت هى الصوت الأكثر انتشارًا فى ربوع مصر وفى كل الاحتفالات ليلة أن فرح وبكى المصريون فى 11 فبراير عندما أعلن عن تنحى مبارك عن حكم البلاد. شادية تحتفل بعيد ميلادها مع أصدقائها فى منزلها، وهى تتمنى لمصر كل الأمان والسلام ،وأن تتجاوز محنتها، فعلى صفحتها التى دشنها المعجبون وعشاق فنها خصيصا لها.. كتب المئات منهم تعليقات كثيرة معبرين عن حبهم لها وتهنئتهم لها بعيد ميلادها. شادية التى ولدت فى 8 فبراير من عام 1931 ما زال صوتها يصدح، ووصفها الثوار بأنها صوت الثورة، بل وكانت أول مطربة معتزلة تخرج عن صمتها وتتحدث عبر الفضائيات قبل جمعة الرحيل بساعات لتؤكد أن الثورة سوف تنجح، وشهدت أغنية "يا حبيبتي يا مصر" نسبة تحميل تجاوزت كل الاغنيات التى قدمت عن الثورة قديمة وحديثة. بل وحققت نسبة مشاهدة كبيرة عبر موقع اليوتيوب منذ اندلاع الثورة، وحتى الآن كما تم وضع العديد من الصور لأحداث الثورة على الأغنية في فيديوهات من قبل النشطاء عبر اليوتيوب. وهى الأغنية التى تسارع كل القنوات الفضائية لإذاعتها فى أى مناسبة وطنية أو حادث تمر به البلاد. شادية تطرح لها صوت القاهرة للصوتيات عددًا كبيرًا من أغنياتها بمناسبة الاحتفال بعيد ميلادها، منها ألبوم الحب الحقيقى ويضم “أتعودت عليك-بحبك حب-أتعودت عليك" وألبوم ساعة العصارى ويضم “ياروح قلبى- همس الحبم ألبوم أحلى كلام “ ثم الالبوم الدينى "ألبوم خد بأيدى"، وألبوم مكسوفة منك، ويضم “ قال لى الوداع-القلب يحب مرة- قلب على قلبك- أنت أول حب- أبو عيون عسلية- مكسوفة منك، وألبوم حبيبى أهه ويضم “ثانية بثانية- حبيبى و بس- أنا مخصماك- شئ مش معقول- زفة البرتقال “، وألبوم والله يازمن ويضم “رنة قبقابى- قطر الفراق- بين نارى وجنتى- لالينا أهالى- فوت يا حبيبى- حبه حبه- والله يا زمن “، وألبوم بوست القمر ويضم “ الحنة الحنة- لاياسى أحمد – قولوا لعين الشمس- الشابة حته سكرة- مين قالك تسكن “. ثم البوم أسمر يا أسمرانى ويضم “ أنا أترجاك- إيرمالادوس- فارس احلامى- حبيبى-أنا فين- أنا يا روحى أنا “، وألبوم خمسة فى ستة ويضم “خمسة فى ستة- أنا عندى مشكلة- متشوقة- حبيبى بيتشاقه- كتروا الخطاب- الورد و الشوك- أبو أمر غريب “. وقد صنفت شادية ضمن أهم مائة مطربة فى تاريخ الغناء المصرى والعربى. وبداية شادية جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت شادية، وبعد أن أدت وغنت نالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر ولكن هذا المشروع توقف ولم يكتمل ولكن في هذا الوقت قامت شادية بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك، وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزى في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة. وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرا، مما جعل محمد فوزى يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد - الزوجة السايعة صاحبة الملاليم - بنات حواء، وقد حققت نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدى في أفلام ليلة العيد 1949 ليلة الحنة 1951 وتوالت نجاحات شادية في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي ونذكر منها “حمامة السلام عام 1947 – عدل السماء والروح والجسد وساعة لقلبك 1948 - ظلموني الناس 1950" وظلت شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات وثنائياتها مع عماد حمدى كمال الشناوي بأفلام أشكي لمين 1951 أقوى من الحب 1954 إرحم حبي 1959 جاءت فرصة العمر لشادية في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار عام 1959 وهو من الادوار التي أثبتت قدرة شادية العالية على تجسيد كل الأدوار حيث قدمت دور الأم وعمرها "30 سنة لشكري سرحان "34 سنة"انذاك. والنقلة الأخرى في حياة شادية من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي اخرجت طاقات شادية الكوميدية مراتي مدير عام 1966 - كرامة زوجتي 1967 - عفريت مراتي 1968" وقدما أيضًا أغلى من حياتي عام 1965" وهو أحد روائع محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتى أحمد ومنى كأشهر عاشقين في السينما المصرية. اعتزلت فى عام 1981 بعد عطاء فى كل مجالات الفنون سينما وتليفزيون وإذاعة ومسرحية واحدة هى "ريا وسكينة " مع سهير البابلى.