ظلت ولا تزال قضية تطوير "العشوائيات" ونقل قاطنيها لوحدات سكنية جديدة، من أهم أولويات الأجهزة التنفيذية لمحافظة القاهرة طوال عام 2017، سابقت أجهزة حى منشأة ناصر، الزمن، لإخلاء عقارات خطورة داهمة بمناطق متفرقة بالحى، مع سرعة تسكين قاطنيها فى حي الأسمرات. فيما حظى أهالى منطقة "مثلث ماسبيرو" بحى بولاق أبو العلا، باهتمام بالغ خلال العام، وحرصت أجهزة محافظة القاهرة وصندوق تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان على صرف تعويضات الأهالى غير الراغبين فى الانتقال للأسمرات، مع نقل الأسر الأخرى الراغبة فى الانتقال إلى هناك، والتواصل مع الراغبين فى البقاء لبدء عملية تطوير المنطقة. كما كان لسكان "عزبة العرب" العشوائية بنطاق حى غرب مدينة نصر، نصيبًا فى إنقاذ أرواحهم من السكن فى عقارات خطرة، حيث نقلت أجهزة الحى ما يزيد عن ال 70 أسرة للأسمرات، بينما انتقل إليها أيضًا 21 أسرة كانت تقطن بعقارات خطرة فى حى وسط القاهرة أيضًا، وفق تصريحات صحفية لرئيسى الحيين. ولفت المحافظ عاطف عبد الحميد، إلى أنه تم الانتهاء من تسكين (8760) أسرة حتى الآن من المناطق العشوائية الخطرة بعدد سبع أحياء بالقاهرة هم (منشأة ناصر، السيدة زينب، غرب مدينة نصر، دار السلام، مصر القديمة، ماسبيرو، الخليفة)، مؤكدًا أنه تم الانتهاء من إزالة مناطق بالكامل كمنطقة المواردي بالسيدة زينب، كذلك منطقة سلم قلعة الكبش بنسبة 98%. القاهرة الخديوية: وبعيدًا عن العشوائيات، يظل العام الحالى، عامًا مشرفًا وفاصلاً فى تاريخ القاهرة، وذلك بانضمامها لشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية على مستوى العالم، وفوزها فى المسابقة الخاصة بذلك، وتحديدًا فى إعداد ملف عن حرفها "اليدوية والتراثية". ويضيف مشروع تطوير "القاهرة الخديوية" رصيدًا لإنجازات أجهزة المحافظة التنفيذية، وإعلانها تطوير 200 عقار متميز من إجمالى 500 أخرى، مع احتفالها بمرور 150 عامًا على إنشاء "القاهرة الخديوية"، وإصدارها عملة تذكارية بهذه المناسبة، بالإضافة لتأكيد الدكتورة ريهام عرام، مدير عام الحفاظ على التراث بالمحافظة، ل "بوابة الأهرام"، الحرص على تطوير عقارات أخرى، مع إعداد خطة لتطوير الأسواق التاريخية "كالعتبة وباب اللوق والجوهرى". شارع مصر: لاتقتصر الإنجازات عند هذا الحد، بل أنهت المحافظة بعض مشاكل "الشباب" الخاصة بالتوظيف، ونظمت عددًا من ملتقيات التوظيف الهامة على مدار العام. بل يعد "شارع مصر"، إنجازًا لإنهاء مشاكل عربات الأطعمة فى الشوارع، واحتوت المحافظة أزمة شباب هذه العربات، حين خصصت لهم شارعًا عرف إعلاميًا "بشارع مصر"، وكان حى النزهة أول حى بالقاهرة يفتتح التجربة، ليعلن بعدها عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، عن تطبيق التجربة فى أحياء أخرى وقت توفير مساحة لهذه المشروعات على أرضها ك "المعادى ومصر الجديدة وشرق مدينة نصر". مبادرات: فى سياق متصل، أطلقت القاهرة خلال العام، وأصدر محافظها قرارات بشأن العديد من المبادرات التى من شأنها التطوير والحفاظ على المظهر الحضارى للشوارع والعقارات، وكان أهمها مبادرات "القاهرة بلاكارو" و "إخلاء أسطح العقارات من المخلفات"، وأخيرًا إصدار منظومة جديدة لإدارة الأكشاك وتطوير شكلها. الرقابة الإدارية: كان لها دور بارز فى العاصمة طوال العام، حيث تمكنت من ضبط الفاسدين والمرتشين فى أحياء (منشأة ناصر والموسكى والمعصرة والأميرية) مع قبضها على مدير مديرية التضامن الاجتماعى السابق لارتكابه مخالفات، وأخيرًا مكافأة رئيس حى السلام أول خالد شحاتة، لرفضه رشوة ب 4.5 مليون جنيه، لرفضه منح صلاحية لأرض خاصة بالأوقاف فى نطاق الحى. إخفاقات: رغم الإنجازات السابقة، تحدت أجهزة المحافظة أحلام "الباعة الجائلين"، وتراخت أجهزتها فى سرعة تسليم سوق "الزاوية الحمراء"، السوق الأهم، حيث وعدت بتسليمه للباعة خلال العام أكثر من مرة، معلنة تخصيص باكيات لباعة (حدائق القبة والزاوية الحمراء والترجمان والمسرح القومى) فى هذه السوق، إلا أنها أجلت تسليمه لأكثر من سبب بحجة عدم توافر شركتى "أمن ونظافة"، الأمر الذى دفع الباعة للاحتجاج مرتين أمام ديوان المحافظة فى حي عابدين. أما فى مجال النظافة، فلم تتمكن أجهزة المحافظة من الارتقاء بها، ورغم اعتمادها منظومة جديدة فى حي المعادى وطرة، إلا أن مستوى النظافة فى الأحياء الأخرى مازال متدنيًا. وأخفقت أيضًا الأجهزة التنفيذية فى حل مشاكل المرور، ورغم توسعة محاور عديدة، بقيت الحركة معطلة فى كثير من الشوارع، خاصة مع تراخى أجهزة بعض الأحياء فى رفع الإشغالات، وأهمها إشغالات المقاهى والكافيهات والباعة الجائلين. كما أجلت لأكثر من مرة افتتاح أكبر مشروعين هامين، منهما جراج "روكسى" أكبر جراج إلكترونى فى الشرق الأوسط، وموقف "السلام" للأقاليم، أول موقف إلكترونى فى مصر، لأسباب يتعلق بعضها بالتشغيل والآخر بالتشطيبات وتوفير شركات نظافة وأمن.