هى مثل غيرها من الفنانين الموهوبين رحلت في صمت تاركة خلفها بقايا بسمة وقليل من الشهرة.. رحلت دون ضجيج بعد صراع مع المرض مخلفة وراءها حلم لم يكتمل. هكذا كانت الفنانة سهير البارونى التى رحلت عنا بالأمس بعد صراع مع المرض. لم تختلف حياة سهير البارونى عن غيرها من زملائها الفنانين الذين أمتعوا جمهورهم دون أن يسعوا أو يبحثوا عن الشهرة فكل ما كان يشغل بالها هو العودة بين الحين والآخر بعمل تسعد من خلاله الجمهور حتى في آواخر أيام حياتها. سهير البارونى رغم ملامحها التى كانت تحمل معها جمالاً محدودًا والتى حصرتها في الأدوار الثانية إلا انها غالبًا كانت تستخدم هذه الملامح في إضحاك جمهورها مثل فمها الذى كانت تحركه في بعض المشاهد من أفلامها بحركات معينة مثل الراحل إسماعيل يس، وبالتأكيد لا يمكن أن ينسي أحد لازمتها الشهيرة "دوبنى معاه..الفريكيكو". ولعل سهير البارونى قد اشتهرت بتأديتها أدوار الخادمة في العديد من الأفلام من أشهرها فيلم "30 يوم في السجن" والذى شاركت فيه مع الراحل فريد شوقي ومديحة كامل وثلاثي أضواء المسرح سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم والتى قدمت معهم ايضاً أشهر مسرحيتها بعنوان "حواديت". وتنضم لقائمة المسرحيات الشهيرة التى قدمتها البارونى خلال مشوارها الفنى مسريحة "علشان خاطر عيونك" مع الراحل فؤاد المهندس وشريهان، والتى عادت وتعاونت معها مرة آخرى في مسرحية "شارع محمد على". ولعل تألق سهير البارونى قد زاد في الأعوام الأخيرة مع زيادة أعمالها التلفزيونية التى قدمتها وتنوعت مابين الكوميديا والتراجيديا، ومن أشهر الأعمال التى قدمتها البارونى في مجال الدراما مسلسل لن أعيش في جلباب أبي، للثروة حسابات آخرى، عصابة بابا وماما، كريمة كريمة، شاهد إثبات. ولم تنقطع سهير البارونى عن مشاركة الجيل الجديد في أفلامه حيث ظهرت مع الفنان محمد هنيدى في فيلمه "فول الصين العظيم"، وأيضًا مع نيكول سابا وسعد الصغير في فيلم "قصة الحى الشعبي". ومن أشهر أفلام البارونى التى قدمتها في السينما عريس مراتى، أيام وليالى، هذا هو الحب، بين القصرين، قصر الشوق، بياعة الجرايد، هارب من الزواج، إمرأة على الهامش،أعز الحبايب، الكدابين الثلاثة، دلال المصرية، بنت بديعة، ملوك الضحك، أضواء المدينة، بنت اسمها محمود، النداهة، أغنية على الممر. رحيل سهير البارونى يأتى ضمن قائمة طويلة من وفاة كوميدينات السينما المصرية، والذين أصبح من الصعب تعويضهم في الوقت الحالى، فقد عاشوا يمتعون الملايين ولم ينتظره شيئًا سواء بالشهرة أو حتى في الحفاوة بالتكريم مثل غيرهم من النجوم الذين ظهروا بعدهم بسنوات طويلة، ويتم تكريمهم من وقت إلى آخر.