قال مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن محمد سلماوي، شخصية استثنائية، يتميز بالتعددية، فهو روائي وكاتب صحفي ومؤرخ، وسياسي، قادر على المبادرة وأخذ زمامها، حتى وإن لم تكن موجودة، ويستطيع أن يحرض على التفكير، ويفتح أبوابًا كثيرة لإبداء الرأي، ولا يبدو جزءًا من قطيع، وهي قيمة نادرة، مشيرًا إلى اختلاطه بنجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل، وكافة الشخصيات الأدبية والفكرية في عالمنا. جاء ذلك، خلال حفل إطلاق مذكرات الكاتب محمد سلماوي "يومًا أو بعض يوم"، عن دار كرمة، بقصر عائشة فهمي، اليوم الثلاثاء، بحضور عدد من المثقفين والشخصيات العامة، أبرزهم؛ الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، وتديرها الصحفية سحر عبدالرحمن. واعتبر "الفقي"، أن رئاسته للاتحاد الكتاب العربي، كانت بمثابة نهضة على المستويين المصري والعربي، إذ أن وجوده أضفى عليه قوة دفع حقيقية. ورأى أنه كتاب شيق يجمع بين السرد والتحليل، ويسرد الأحداث بتحليل واف، ويعلق عليها ويمضي معها إلى النهاية، كما أنه يشد القارئ من أول لآخر سطر، ويعبر برقي، وبالشياكة في التعبير وتناول الآخرين، حتى وإن اختلف معهم في الرأي. "يومًا أو بعض يوم"، هو عنوان مذكرات الكاتب محمد سلماوي، الذي قرر أن يكتب سيرته الشخصية بخلفية سياسية في جزأين، والاسم مشتق من الآية القرآنية الكريمة؛ "قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ" من سورة المؤمنين، وكأن حياة الإنسان تبدو في الدنيا يومًا أو بعض يوم. الجزء الصادر هو الجزء الأول، يبدأ من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والجزء الثاني، يبدأ من فترة مبارك ثم فترة الثورة وينتهي بكتابة الدستور، وتحوى المذكرات على أكثر من 150 صورة من أرشيفه الشخصي والعائلي، والتي تجسد لوحة حية لمصر من بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى مقتل السادات، تُنشر لأول مرة، وكأنها سيرة فوتوغرافية موازية لسرد الأحداث.