قال حلمي النمنم، وزير الثقافة، إن محمد سلماوي، يجمعنا حول كتاب يعتبر كتابًا بالغ الأهمية، ليس باعتباره كتابًا أدبيًا، ولكنه كونه جزءًا من تاريخ الحياة المصرية في القرن العشرين، مشيرًا إلى أن هذه المذكرات تخبرنا عن مصر التي لا يعرفها البعض. جاء ذلك خلال حفل إطلاق مذكرات الكاتب محمد سلماوي "يومًا أو بعض يوم"، عن دار كرمة، بقصر عائشة فهمي، اليوم الثلاثاء، بحضور عدد من المثقفين والشخصيات العامة، أبرزهم؛ الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، وتديرها الصحفية سحر عبدالرحمن. وقدم وزير الثقافة شرحًا مطولًا للكتاب، من وحي قرأته له كاملًا، إذ يقول "يمكن تقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء؛ الجزء الأول، يضم صفحات من الطفولة والنشأة الأولى، وتاريخ الأسرة في أوائل القرن ال19 حتى أوائل القرن العشرين، حيث تعد المذكرات، بمثابة تاريخ اجتماعي وإنساني عن الصعود الاقتصادي والسياسي في مصر"، مضيفًا أن أسرة سلماوي منذ الجد، استطاعوا أن يكونوا ثروة حقيقية، نتيجة جهد وعمل، بالإضافة إلى اهتمامهم بالحضارة الحديثة وحرصهم على ألا ينعزلوا. وتطرق الوزير إلى فصل من الكتاب، الذي يستعرض علاقة محمد سلماوي بالأستاذ هيكل، وقال "سلماوي استعرض كيف يتعامل رئيس التحرير مع محرر شاب، كيف يوجهه ويقسو عليه ويصنع منه صحفيًا كبيرًا". وأضاف "الكتاب ينتهي باللحظة المهيبة 6 أكتوبر، ولحظة اغتيال السادات، وكذلك المعلومات التي يثيرها بعبقرية شديدة، وإعجابه الشديد بدليدا، وعلاقته بصلاح جاهين، تحدث عن علاقته بالمهندس سيد مرعي، والحواد الذي دار بينهم، وغيرها". ودعا الوزير المهتمين بتاريخ مصر، ليقرأوا مذكرات محمد سلماوي، مشيرًا إلى أن المذكرات تضيف إلى الوعي المصري. "يومًا أو بعض يوم"، هو عنوان مذكرات الكاتب محمد سلماوي، الذي قرر أن يكتب سيرته الشخصية بخلفية سياسية في جزأين، والاسم مشتق من الآية القرآنية الكريمة؛ "قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ" من سورة المؤمنين، وكأن حياة الإنسان تبدو في الدنيا يومًا أو بعض يوم. الجزء الصادر هو الجزء الأول يبدأ من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والجزء الثاني يبدأ من فترة مبارك ثم فترة الثورة، وينتهي بكتابة الدستور، وتحوى المذكرات على أكثر من 150 صورة من أرشيفه الشخصي والعائلي، والتي تجسد لوحة حية لمصر من بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى مقتل السادات، تُنشر لأول مرة، وكأنها سيرة فوتوغرافية موازية لسرد الأحداث.