ستظل القاهرة بكل ما فيها من صعوبات وزحام وعشوائية أحيانًا، مدينة التحديات، تسعى أجهزتها من آن لآخر للنهوض بها، ووضعها في مصاف المدن الحضارية المتقدمة. ولم تقتصر مساعي النهوض على مشروعات "القاهرة الخديوية والفاطمية والتاريخية والتراثية" فحسب، بل تمكنت القاهرة أيضًا من الانضمام إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية الأصيلة، ضمن 64 مدينة جديدة، لتصبح شبكة المدن الإبداعية مكونة من 180 مدينة في 72 دولة، مما يمثل اعترافًا دوليًا من اليونسكو، ويفتح مجالاً للتعاون مع المدن الإبداعية الأعضاء في شبكة اليونسكو، ويؤدي للحفاظ على الحرف اليدوية، ويوفر الإمكانات للارتقاء بالمهارات، سواءً في مجال الحرف اليدوية والإبداعية أو الفنون الشعبية الأصيلة. هذا الانضمام احتفلت به اليوم، الأحد، أجهزة محافظة القاهرة بديوانها العام في حي عابدين، بحضور غيث فارس، مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، وعدد من المشاركين في إعداد الملف، والمسئولين التنفيذيين بالمحافظة. ولفت عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، إلى أن انضمام القاهرة لشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية، يعد مكسبًا أدبيًا، يسهم في الحصول على شراكات، ودعم فني، وتبادل خبرات بين المدن الأعضاء للاستفادة من تجاربهم كمدن إبداعية، بما يتيح تأهيل وتطوير الأسواق الشعبية وساحات الاحتفالات الشعبية، ومراكز إنتاج، وتسويق الحرف، والصناعات اليدوية، وإنقاذ الحرف المهددة بالاندثار، والاهتمام بمختلف أنواع المنتجات الحرفية، وتوثيقها بأحدث التقنيات، وتبادل وتعزيز الإبداع، والإنتاج والتوزيع والتسويق، ونشر الأنشطة الثقافية والسلع والخدمات وتطوير مراكز الإبداع والابتكار، وتوسيع فرص المبدعين، والمهنيين في القطاع الثقافي. وقال غيث فارس، مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، إن اليونسكو "هو الذي يشكر القاهرة على الانضمام لشبكة المدن الإبداعية، لأنه يمثل إضافة له، وليس العكس، كما كان إنقاذ آثار النوبة سببًا في وضع اليونسكو على الخارطة العالمية"، مشيرًا إلى أن "القاهرة معقل أساسي لثقافة الانفتاح، ومجابهة كل أنواع التطرف والعنصرية". وأضاف مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، أن انضمام العاصمة للشبكة "هو اعتراف من اليونسكو بالدور التاريخي، والمتميز للعاصمة ولمصر كلها على الساحة الثقافية العالمية"، لافتًا إلى أن القاهرة "هي ثاني المدن المصرية المنضمة للشبكة بعد مدينة أسوان، التي أصبحت جزءًا من شبكة المدن الإبداعية في 2005". من جانبها، كشفت الدكتورة ريهام عرام، مدير إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، عن طبيعة الحرف التقليدية والتراثية، التي تم تقديمها في ملف القاهرة للانضمام لليونسكو، وهو ما أهَل العاصمة للانضمام إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية، في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية. وأضافت مدير إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، أن الملف ضم حرفًا مثل (الخيامية - الفخارية - التنورة - النحاسين - الصاغة - الأزازين)، بالإضافة إلى كل أنواع الرقصات الشعبية. كما أوضحت عرام، أن "المدن المنضمة لليونسكو تتميز بخبراتها وإبداعها، وسيتم التنسيق فيما بينهم للتبادل الفني والتقني لتطوير الحرف التقليدية، وحفظها من الاندثار وتسويقها، بما يعود بالفائدة المادية على العاملين بتلك الحرف، ويرفع من الشأن التراثي للقاهرة، لافتة إلى أنه سيتم تطوير أداء الحرفيين بمراكز التدريب، كما أن انضمام العاصمة للشبكة سينشط السياحة بشكل كبير. .