دماء في الحرم العائلى.. سكين الأب في رقبة الزوجة والابنه ..حكاية جريمة بدأت ب"جمعية" وانتهت ب"مذبحة"

بعد فقدانه أعز ما يملك وينهى حياة الأشخاص الأقرب إليه، يقف مزهولاً من هول ما فعل، ليقرر سلك نفس طريق الشر الذى أقدم عليه منذ لحظات، وتدور مشاهد فعله الإجرامى ويتوه بين الحقيقة الواقعة أمام عينيه وبين سراب عدم حدوثها، ويتمنى الرجوع بالزمن إلى الوراء لثوان معدودة، إلا أن ما حدث قد حدث، ويقرر في النهاية مواجهة نفس المصير الذى قام به وذبح نفسه بالسلاح نفسه الذى أنهى به حياة زوجته وابنته .
التقت "بوابة الأهرام" بجيران وقاطنى منطقة البساتين التى شهدت حادث مأساوى راح ضحيته ربة منزل وابنتها، بعدما قام الأب مدمن المخدرات بذبحهما بدم بارد بسبب المشكلات الأسرية .
" لم تكن هذه المرة الأول التى تتشاجر فيها المجنى عليها بزوجها فقد كانا يتشاجران باستمرار" هكذا بدأت جارة المجنى عليها حديثها، مشيرة إلى أن أول لقاء يجمعها بالمجنى عليها كان منذ فترة عندما جاء صاحب العقار التى تسكن فيه لأخذ أجرة المسكن ولم يجدها، علي الفور أخبرت المجنى عليها بما حدث لترسل الأجرة إلى صاحب العقار، ومنذ ذلك اللحظة أصبح كل منهمن تعرف الأخرى علي أساس الجيرة، ولكن لم يحدث بينهما أى حديث غير المتعارف عليه بين الجيران .
وأشار إلى أنه منذ ما يقرب الشهر شاهدت المجنى عليها تهرول مسرعة في الشارع بشكل غريب وتترد الكلمات من فمها مثل: "وحياة أمى لحبسك وأوريك" منوهة إلي أنها لم تكن المرة الأولى التى تسمع المجنى عليها تتشاجر مع زوجها ولكن دون تدخل أى أحد بسبب سلوكه الإجرامى وشخصيته العنيفة التى عرف بها في المنطقة، وابتعاد الجيران عنه قائلة: " الكل كان بيخاف منه ومحدش عاوز يتعرضله في أى شيء " بسبب القبض عليه وإيداعه في الحبس أكثر من مرة .
وأكملت حديثها قائلة: "المجنى عليها كانت بتشتغل بأحد المصانع لتوفير المصروف اللازم لمستلزمات البيت وهو قاعد لا شغلة ولا مشغلة وسايب أولاده، وفي يوم الحادث سمعنا تشاجرها مع المجنى عليها لكن الوقت كان متأخرًا فلم أستطع فتح باب الشقة ومعرفة ما يحدث، وبعد ساعة تفاجأت بخبر مقتل جارتها علي يد زوجها وابنتها البالغة من العمر 15 عامًا" .
كما أكد "إيهاب" أحد أصدقاء المتهم أن ما دفعه لارتكاب جريمته وقتل زوجته ونجلتيهما، الغضب الذى أعمى عينيه وشده لفعله الإجرامى، بالإضافة إلى تعاطيه العديد من أنواع المواد المخدرة التى كانت السبب وراء المشاجرات العديدة بينه وبين زوجته باستمرار، مشيرا إلى أنه في يوم الحادث علم المتهم بأن زوجته حصلت علي جمعية كانت مشاركة فيها وقيمتها 25 ألف جنيه، وبعد تحصلها عليها قام علي الفور بمطالبتها بالمبلغ الخاص بالجميعة دون أى مبرر، مما تسبب في وقوع التشاجر ويصل به الأمر إلى ذبح زوجته وابنته التى هرولت دفاعاً عن والدتها مرددة "حرام عليك ليه عملت كده يا بابا " فقام بذبحها هى الأخرى .
وأضاف إيهاب أنه بعد وقوع الجريمة أمسكت ابنته الثالثة بشقيقها الأصغر وأسرعا إلى غرفة المطبخ مبتعدين عن والدهما، ليلقى المتهم بنفسه في نفس الحفرة التى حفرها ويقوم بذبح نفسه بنفس السلاح التى قتل به أعز ما يملك ويرقد داخل غرفة العناية المركزة في المستشفى .
من جانبه أكد "مصطفي" حارس العقار المجاور لمكان الواقعة أنه سمع صوت المجنى عليها تتشاجر مع زوجها، وحضر بعدها أشقاؤه مسرعين إليه بعد علمهم بما حدث ليشاهدوا المنظر قائلين: "ليه كده يا محمد حرام عليك".
قام قسم شرطة البساتين بإبلاغ النيابة العامة التي أمرت بنقل جثة المجنى عليهم للمستشفى، والتحفظ علي المتهم داخل العناية المركزة لتلقيه العلاج بعد قيامه بذبح نفسه.