حالة من الفرحة العارمة شهدتها عائلة النقيب محمد الحايس، بمناسبة عودته سالما، وتعالت أصوات الزغاريد وهزت أرجاء منطقة حدائق الأهرام بالجيزة، وتجمع الجيران داخل شقة الحايس ليقدموا التهنئة على سلامته، الكل يبارك ويشارك في الفرحة، ويتمنى البعض لو يذهب للاطمئنان عليه في المستشفي، عبارة الحمد لله محمد يستاهل كل خير هي أكثر ما تسمعه. التقت "بوابة الأهرام" مع بعض أقارب النقيب الحايس بمحل إقامته لترصد مظاهر الفرح والسعادة. في البداية، قال سامح حنفي ابن عم محمد الحايس إنه تربطه علاقة قوية به وإنه يعتبره بمثابة الأخ الاصغر، وإنه ملازمًا له باستمرار، وهو متزوج ولديه طفل واحد يسمى "علاء"، وإنه كان دائمًا يتحدث عن مكافحة الإرهاب والتصدي للعمليات الإرهابية والإرهابيين .
وعن بدايات "البطل" قال إنه بدأ عمله في قسم الدقي، ثم انتقل بعد ذلك لقسم العمرانية ثم الهرم وأخيرًا قسم أكتوبر ثان، وكان مشهودا له بالكفاءة حتى إنه قبل اشتراكه في العميلة الأخيرة تم تكريمه من مدير أمن الجيزة. فرحة أسرة "الحايس" بعودته
وأوضح أنه من شدة القلق عليه، تحدث معه في إحدى المرات بأنه خائف عليه وعلى مستقبل ابنه الوحيد "علاء" وطلبت منه أن يقدم طلبًا لنقله، فأجابني بأنه يحب عمله وخاصة المأموريات، وأن تواجده هو وزملاءه حماية له ولأولاده. وأضاف أنه بعد تلقي خبر عملية الواحات احتسبناه من الشهداء، وبدأنا في تجهيز مقابر العائلة بميت غمر بالمنصورة، وعلمنا أن جثامين الشهداء ستكون متواجدة بمستشفى الشرطة بالعجوزة، ولكن فوجئنا بأن جثمانه غير موجود هناك. وتابع أنه في ثاني يوم فوجئنا بخبر على إحدى القنوات الفضائية، مفاده أن النقيب الحايس حي ولم يستشهد ولكن تم اختطافه، وبناء على ذلك كنا نتابع الموقف وتطوراته مع وزارة الداخلية، وكانت الوزارة تطمئنا باستمرار وتدعونا لعدم القلق والانسياق وراء الشائعات، وكنا يوميا نتجمع بمنزل الأسرة بحدائق الأهرام، وكانت كثرة الأخبار المتداولة تسبب لنا حالة من القلق والغموض لدرجة أن والده كان لا ينام لمدة 13 يومًا. وأنهى حديثه "لما جالنا الخبر انهاردة مكناش مصدقين، لغاية مهو كلمنا بنفسه، وكلم باباه قائلا: اطمن أنا كويس وإصابة بسيطة في رجلي بس"، وبعد المكالمة أصيب والده بحالة إغماء من شدة الفرح. فيما قال خيري عفيفي زوج عمة النقيب محمد الحايس إنه لم يكن هناك أمل في عودة محمد، وكنا في حالة من الحزن خلال مدة غيابه، لكن ربنا خذل كل من قال إنه مات، وكان أول اتصال تلقاه والده عن طريق العلاقات العامة بوزارة الداخلية في الساعة الرابعة من عصر اليوم، وأبلغوه خلاله بأن النقيب محمد مع القوات وأنه بحالة جيدة وتم نقله لمستشفى الجلاء العسكري ويتم عمل اللازم له. وأوضح المهندس حامد الجوهري زوج عمته الثانية، أن العائلة استقبلت الخبر بفرحة عارمة، بعدما فقدنا الأمل في رجوعه أو حتى العثور على جثمانه، وغدًا ستتجمع العائلة بالكامل وسيقام احتفال بمناسبة رجوع البطل .