بدأت وزارة الإسكان في تصحيح أوضاع مساكن العشوائيات بمنطقة القطامية، ففي خطة ممنهجه وسريعة أعلنت الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان اليوم، تحديد 6 نوفمبر لبدء أولى خطواتها الجادة في نقل سكان تعديات منطقة القطامية والتي أطلق عليها قاطنوها "الخرابة مول" إلي حي الأسمرات، سعيًا من الدولة لتوفير حياة كريمة للمواطنين، وفي إطار خطة تحسين أوضاع سكان العشوائيات بالقاهرة. في ظل الانفلات الأمني التي كانت تعيشه البلاد إبان ثورة يناير عام 2011 باتت مشكلة المساكن العشوائيات تتفاقم ووصل الأمر إلي اعتداء العديد من الأشخاص علي أراضي الدولة والبناء عليها أو إلي شغل الوحدات السكنية الفارغة بمشاريع لم تنته الدولة بعد من تسليمها بالمرافق كاملة، كما هو الحال بمساكن القطامية وهي وحدات سكنية كانت مخصصة للمتضررين من زلزال 1992 كانت تسمي ب " الزلزال 2 " ولكن توقف استكمال المشروع، نظرًا لأحداث الثورة. انتقلت بوابة الأهرام إلي منطقة القطامية لترصد المكان علي أرض الواقع، وفوجئت بالحالة المزرية التي أصبحت عليها المساكن "البلوكات"، المتهاوية المتواجدة بشوارع ممتلئة بتجمعات القمامة والنفايات علي جانبي طريق غير ممهد مازال به آثار لعمليات الحفر وبناء . الحاجة فاطمة أحمد أمين 75 سنة، إحدى قاطني المنطقة التي أطلق عليها أهلها "الخرابة مول " أو "المنطقة المحتلة" تقول: "أتيت إلي هنا لما الجيران أخبروني أن هناك شقق خاوية بالقطامية تعالوا اسكنوا ولا هتدفعوا إيجار ولا حاجة" وتابعت السيدة العجوز حديثها قائلة إنها تعيش بهذه المساكن منذ 8 سنوات، وبالتحديد منذ ثورة 25 يناير 2011 حيث انتقلت من داخل شقة مكتظه بعائلتها المكونة من 7 من الأبناء والأحفاد والكائنة بحي الشرابية، إلي شقتين بالمساكن المهجورة حيث أقامت في واحدة، والأخرى أقام فيها نجلها وأسرته. وقال عادل - مبيض محارة - 22 سنة، أحد سكان منطقة تعديات القطامية: "أنا جيت المكان مع أسرتي بعد ثورة يناير كان المكان مهجور ولا يوجد به كهرباء أو خدمات صرف صحي حيث بدأنا بتوصيل الكهرباء بأنفسنا علي أسطح العمائر من كبينة رئيسية علي الشارع العمومي خارج المساكن ، كما تمكنا من تنظيف البالوعات وتوصيل الصرف بأيدينا". وقالت ماجدة علي خليفة ربه منزل 56 سنة، إنها كانت تسكن بمنطقة الوايلى إلا أن منزلها أنهار وجلست بخيمة في الشارع شهرين بحديقة جامع مصطفي محمود بالمهندسين وكان يجاورها 5 أسر أخري من سكان العقار المنكوب، "وأول لما عرفنا أن في منطقة فضاية بالقطامية بها شقق مش مشغولة روحنا كلنا عليها" وتابعت "أنا ساكنة هنا من أيام ثورة يناير لم يكن هنا أي شىء غير عمارات غير مأهولة بالسكان" وأضافت "يارب ما يطلعونا من هنا مش معانا فلوس ندفع". من جانبها، أعلنت لجنة الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، بدء المرحلة الأولي في نقل ساكني عشوائيات القطامية ، علي أن تضم عمارات أرقام (47 – 48 – 49 – 50 – 52 – 53 – 56 – 57 – 62) وسيتم نقلهم إلي مساكن بديلة بحي الأسمرات وذلك بعد أن تبين وجود خطورة داهمة تهدد حياة سكان هذه المنطقة، وحددت اللجنة موعدًا اعتبارًا من يوم 6 نوفمبر المقبل حتي 16 نوفمبر، لبدء نقل السكان، ضمن برنامج زمني لإعادة تسكين المواطنين القاطنين بهذه العمارات.