يلتقي وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم "الأحد" لمناقشة نتائج مهمة المراقبين التي استغرقت شهرا وانتهى تفويضها يوم الخميس، وينبغي عليهم الاختيار بين التمديد والانسحاب وزيادة عدد أفراد المهمة. وقد يتيح تمديد مهمة المراقبين البالغ عددهم 165 مراقبا وربما منحهم المزيد من الصلاحيات الدول العربية المزيد من الوقت ليجد كل بلد سبيلا للخروج من الأزمة، ومن ثم تجنب تدخل عسكري شبيه بما حدث في ليبيا. ويرجح أن تقرر الدول العربية المنقسمة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة في سوريا تمديد مهمة المراقبين التي يقول منتقدوها إنها تمنح الرئيس السوري بشار الاسد المزيد من الوقت لقتل معارضي حكمه. وترغب بعض الحكومات العربية في زيادة الضغط على الاسد لوقف حملة بدأها منذ عشرة أشهر لسحق انتفاضة شعبية. تقول اللأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا خلالها، بينما تخشى حكومات أخرى من أن إضعاف الأسد قد يزج بسوريا في صراع اعمق يزعزع استقرار المنطقة برمتها وربما تتخوف بعضها من تهديد شعبي داخلي في حال اطيح بالأسد. والتقى الامين العام للجامعة نبيل العربي بعدد من المسئولين العرب أمس السبت، وقال مصدر مقرب من الجامعة أن الوزراء قد يقررون تمديد المهمة لشهر اخر وتزويدها في نفس الوقت بدعم إضافي يتمثل في خبراء أمميين أو عسكريين. ويقول بعض معارضي الاسد انهم فقدوا الامل في الحكومات العربية منذ فترة طويلة. وطلب المجلس الوطني الانتقالي المعارض من الجامعة العربية في وقت سابق أمس السبت إحالة الأزمة السورية لمجلس الأمن الدولي. وقالت بسمة القضماني المتحدثة باسم المجلس في القاهرة: إن المجلس يعتقد أنه إذا أحالت الجامعة العربية القضية للأمم المتحدة ولمجلس الأمن فإن الموقف سيتغير. ولم يشهد اقتراح ارسال خبراء من الأممالمتحدة لدعم المراقبين العرب تقدما يذكر في الاجتماع الاخير الذي عقد في وقت مبكر من يناير، وقالت دمشق إنها ستقبل تمديد مهمة المراقبين دون أي توسيع لنطاق نشاطها. وحاولت سوريا التي تسعى لتجنب تحرك أجنبي أكبر إظهار التزامها بالخطة العربية التي تطالبها بالكف عن القتل وسحب الجيش من المدن واطلاق سراح المعتقلين والسماح بدخول مراقبين ووسائل الإعلام والحوار السياسي مع المعارضة. وأطلقت السلطات السورية هذا الشهر سراح مئات المعتقلين وأعلنت عن عفو وأبرمت اتفاقا لوقف اطلاق النار مع متمردين مسلحين في إحدى البلدات وسمحت للمراقبين العرب بدخول بعض البقاع الساخنة وأتاحت الفرصة أمام دخول بعض الصحفيين الأجانب. ووعد الأسد أيضا بإجراء إصلاحات سياسية وتعهد في الوقت نفسه بمعاملة شديدة مع من وصفهم "بالإرهابيين" الذين يحاولون الإطاحة بهم.