أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران أوقفت مؤقتا أنشطة تخصيب اليورانيوم لمستوى منخفض في وقت سابق من هذا الشهر. جاء ذلك بعد أن أعلن دبلوماسيون غربيون أن برنامج طهران النووي واجه مشاكل تقنية. ولم يعط التقرير السري، الذي حصلت عليه رويترز اليوم الثلاثاء، أي أسباب لهذه الخطوة غير المعتادة من جانب إيران. وأضاف التقرير أيضا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالت قلقة بشأن احتمال أن تكون في إيران أنشطة جارية من أجل تطوير رءوس صاروخية نووية. وقال خبراء أمنيون إن إطلاق فيروس "ستاكس نت" قد يكون هجوما مدعوما من دولة ربما إسرائيل، أو غيرها من خصوم إيران لتخريب برنامجها النووي. ومن شأن أي تأخير في مسعى التخصيب الإيراني أن يتيح مزيدا من الوقت أمام جهود إيجاد حل دبلوماسي لمواجهتها مع ست من القوى العالمية، هي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، بخصوص طبيعة أنشطتها النووية. ومن المقرر أن تستأنف الشهر القادم محادثات بين طهران والقوى الست الكبرى حول برنامج إيران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية بينما تقول إيران إنه يهدف إلى إنتاج الكهرباء. وقال التقرير إنه على الرغم من الوقف المؤقت لأعمال التخصيب في منتصف نوفمبر الجاري ارتفع إجمالي إنتاج إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب ليبلغ 3.18 طن، مشيرا إلى أن إيران واصلت الإنتاج بوتيرة ثابتة خلال الأشهر القليلة الماضية. ويقول خبراء إن تلك الكمية كافية لصنع قنبلتين على الأقل، إذا أخضعت للتنقية على مستويات أعلى، وجاء في التقرير أيضا أن إيران تقوم الآن بتشغيل عدد أكبر من وحدات الطرد المركزي، مما كانت تقوم بتشغيله في أغسطس الماضي، على الرغم من الوقف المؤقت لأنشطة التخصيب في منتصف الشهر. وأجهزة الطرد المركزي هي أجهزة أسطوانية تدور بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة العنصر الانشطاري في اليورانيوم، كي يصلح كوقود لمحطات الطاقة النووية أو لصنع قنابل نووية إذا تم تخصيبه لمستوى أعلى. وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لم يتم تغذية أي من وحدات الطرد المركزي، التي تحتوي كل منها عادة على 164 جهازا في مجمع نطنز الإيراني باليورانيوم لتخصيبه، لمستوى منخفض عندما زار مفتشون الموقع في 16 نوفمبر الجاري. واضاف "لم يكونوا يقومون بتخصيب اليورانيوم"، وبعد نحو أسبوع أبلغت إيران وكالة الطاقة الذرية أن 28 وحدة من وحدات الطرد المركزي استأنفت تخصيب اليورانيوم. واستمر التخصيب لمستوى أعلى طوال الفترة التي يغطيها التقرير. وقال الدبلوماسي إنه لا يعرف سبب إيقاف إيران العمل مؤقتا ولا الوقت الذي استغرقه التوقف. لكنه رجح وجود مشكلة تقنية ربما تكون السبب وراء ذلك. وتابع الدبلوماسي ان هذا التوقف حدث مرات قليلة في السابق دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.