توجه وزير الخارجية محمد كامل عمرو إلي مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في الصباح الباكر اليوم "السبت"واصلا اليها من العاصمة الكونجولية كينشاسا،في زيارة تستغرق عدة ساعات يلتقي خلالها رئيسها الفريق سلفا كير وكبار المسئولين بها ، ومن بينهم وزير الخارجية. وسيجري عمرو مباحثات مكثفة مع المسئولين في جنوب السودان تتناول العديد من القضايا التي تهم الجانبين،وتتركز علي استعراض لكافة جوانب العلاقات وسبل تنميتها وتطويرها، كما تتناول مباحثات الوزير مختلف أشكال الدعم المصري لتأهيل مؤسسات وهياكل الدولة الجديدة. ويتعرض وزير الخارجية خلال مباحثاته في جوبا لموضوعين هامين يتعلق الأول بالأوضاع المتدهورة بين جوباوالخرطوم وما يمكن أن تقوم به مصر من وساطة لاحتواء الخلافات الناشبة بينهما ،من منطلق اهتمام مصر بأهمية الحفاظ علي علاقات حسن الجوار والتواصل بين البلدين والشعبين الشقيقين بما يربطهما من أواصر كثيرة لا يمكن النيل منها أو المساس بها وأهمية تسوية القضايا المعلقة بينهما عبر الحوار السياسي وبمنأي عن أي تصعيد. كما تتناول مباحثات وزير الخارجية في مدينة جوبا العمل علي تذليل قلق وهواجس لدي الجنوبيين تزايدت في الآونة الأخيرة علي خلفية الصعود الذي تحقق للاسلاميين خلال الانتخابات التشريعية واقترابهم من مقاليد الحكم في مصر بالتزامن مع وجود نظام حكم بالخرطوم يرفع راية اسلامية بجانب المد لنفس التيار في ليبيا المجاورة لدولة الجنوب ، بعد ثورتها. وعلمت في هذا الصدد أن وزير الخارجية سيؤكد للمسئولين بالجنوب علي التزام مصر الثابت تجاه العلاقات مع السودان دون تمييز لشماله أو جنوبه،واهتمامها بدعم وتطوير العلاقات مع الجنوب انطلاقا من علاقات تاريخية ومصلحة اقتصادية بحته ، وكذا ارتباطا بأمنها القومي ، أيا كان شكل الحكومة أو النظام القائم في مصر. وسيشدد عمرو علي أهمية الاستقرار في السودان بكافة أقاليمه ومناطقه الجغرافية بالنسبة لمصر ، وكذا أهمية وجود علاقات تخدم مصالح شعب الوادي في الشمال والجنوب"مصر وكل أنحاء السودان " لتحقيق التنمية والاستقرار والأمن لشعوبها،خاصة بعد أن نال الجنوبيون مطلبهم في الاستقلال ، وهو مأ أيدته القاهرة وكانت ثاني دولة تعترف بدولة الجنوب بعد الخرطوم ، ومن ثم أهمية التفرغ لعملية البناء والاعمار. وسيتوجه وزير الخارجية محمد عمرو الي الخرطوم " في سادس محطة بجولته الموسعة " بعد انتهاء زيارته الي جوبا ، والتي يختتم بهما جولة مهمة هي الأولي لمسئول مصري بهذا العدد من دول حوض النيل،فيما سيلتقي عمرو مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير وكبار المسئولين بالدولة. وينتظر أن يسعرض الوزير نتائج زيارته ومباحثاته في جوبا بصفة خاصة وحصاد مشاوراته في دول الحوض بصفة عامة ، حيث يتعرض أيضا لما يتعلق بالوساطة المصرية لأجل احتواء الخلافات الناشبة بين الشمال والجنوب والعمل علي سرعة حلها،سواء عبر المفاوضات الثنائية أو عبر تدخل مصري وابداء استعدادها استضافتها لهذه المفاوضات بالقاهرة ، وتقديم كل أشكال الدعم لضمان نجاحها لأجل طي كافة الخلافات وتسوية الموضوعات والقضايا المعلقة بين الجانبين.