قال نصر القفاص، الأمين العام لحزب "المصريين الأحرار"، إن مصر تملك العديد من النعم مثل «تاريخنا، وحضارتنا، وجامعاتنا العريقة، ونهر النيل»، مطالبًا أبناء مصر بالعمل، وبذل الجهد، متسائلاً: «أوروبا من بناها، المصريين، أم أبناءها؟»، في إشارة لرغبة الكثير من الشباب المصري في الهجرة خارج البلاد للعمل. وتناول الأمين العام ل«المصريين الأحرار» خلال لقاء القفاص بكوادر، وأعضاء أمانة الجيزة برئاسة د. مجدي البطران، أمين الحزب بالمحافظة، بالعرض تجربة النهوض الماليزية التي يمثل المسلمين غالبية سكانها، ويليهم المسيحيون، والتي حكمها مهاتير محمد في بداية ثمانينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن غالبية الأماكن الفقيرة التي كانت موجودة بها في تلك الأحيان، كان يقطنها غالبية مسلمة، وذلك بسبب عيشهم على الزراعة فقط، والصناعة كان يسيطر عليها المسيحيين، والتجارة عمل بها الهندوس، والبوذيين. وتابع نصر القفاص قائلاً: «قرر مهاتير محمد شقّ الطرق، وبناء مصنعًا للسيارات استغرق بناؤه 5 سنوات بقلب العاصمة كوالالمبور، والتي يقطنها غالبية مسلمة لا يعرفون شيئًا عن الصناعة، ومن ثم تحولت ماليزيا إلى عامود اقتصادي نتحدث عنه حاليًا»، مشيرًا إلى أن الفترة التي ترأس فيها مهاتير محمد الحكم عجت البلاد بالحروب بين أصحاب الديانات المختلفة هناك، مضيفًا أنه أصدر قانونًا يمنع التقاضي بين طرفي نزاع بسبب الدين «الخلاف على أساس طائفي بين مسلم ومسيحي مثال». وأشار الأمين العام ل«المصريين الأحرار»، إلى أن الديمقراطية لها أُطر تحكمها، وهناك أمراض لا تعالج بالديمقراطية مثل الأمراض التي تهدم المجتمعات، وبالتالي فلابدّ من استئصالها. وبشأن دور حزب «المصريين الأحرار» بالعمل على نهضة مصر، قال نصر القفاص، إن الحزب بدأ بالعمل على ذلك من خلال أعضائه، وبإيمانهم بدور الحزب في إعلاء شأن الدولة، مضيفًا أنه على من يريد التغيير فعليه بأن يساهم لأجل ذلك من خلال المشاركة في الانتخابات البرلمانية على سبيل المثال لاختيار ممثلين الشعب الذين يحاسبون الحكومة على مدى جودة الخدمات المقدمة للمواطن، وذلك يأتي من خلال برلمان قوى. وأوضح القفاص، أن «المصريين الأحرار» يؤيد الحكومة في بعض القرارات «رفع الدعم» مثال، والذي يعد أحد برامج الحزب التي خاض بها انتخاباته البرلمانية الماضية، وذلك لوصول الدعم لمستحقيه، موضحًا أن الفقراء يتحملون إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تمر بها الدولة عن طيب خاطر، والأغنياء هم الذين يتحدثون عن قسوة هذه الإجراءات. وأضاف الأمين العام ل«المصريين الأحرار»، أنه مقتنع بتجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فيما يخص اقتصاد السوق الحر المنضبط، والتي تطبقها ألمانيا حاليًا، مشيرًا إلى أن قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر يوم 9 سبتمبر 1952، هو واحد من قانونين أُعدهما سيد مرعي، رئيس مجلس النواب سابقًا، والذي اقترح أن المواطن لا يمتلك أكثر من 200 فدان، وإبراهيم شكري الذي اقترح تملُك الفرد 50 فدانا فقط، وهما شخصان من الطبقة الغنية في مصر، مضيفًا أن الأحزاب هي المنّظم للمجتمع للعمل على نجاحه، ورُقيه، مشيرًا إلى أن مصر تسير على خُطى مهاتير محمد، صاحب النهضة الماليزية، مشيدًا بالمشروعات القومية التي تدشّنها الدولة المصرية منذ بداية حُكم الرئيس عبدالفتاح السيسي للبلاد. وأشاد نصر القفاص، بالدور الذي يقوم به د. مجدي البطران، الأمين العام ل«المصريين الأحرار» بالجيزة، موضحًا أنه يقدم «الجهد، والوقت، والمال» في سبيل عمله الحزبي عن طيب خاطر، معبرًا عن فخره بالتنوع الموجود في كوادر الحزب «رجال ونساء - شباب وكبار - رياضيين ومثقفين - أساتذة جامعات»، معتبرًا أن الكفاءة هي المعيار الأوحد لشغل المناصب ب«المصريين الأحرار»، وليس شيء آخر. وأشّاد القفاص، بخروج «قانون بناء الكنائس» للنور بعد تعطيله لأعوام كثيرة، مؤكدًا أن محاولات الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين لإحداث الفتنة لن تجدي نفعًا لأنها تكررت سابقًا وجميعها باءت بالفشل، ضاربًا مثال بالقس «سرجيوس» الذي اعتلى منبر الجامع الأزهر عام 1919م، داعيًا للثورة ضد الإنجليز بعد اعتقال سعد زغلول آنذاك.