(خوف) شابةٌ حلوةٌ خرساء، تقدم لخطبتِها شابٌ أخرس. رفضت الاقترانَ به، مخافة أن يبكي طفلهُما وهما نائمان. .... (سؤال) جلس بقربي "عربجي"، صاحب فرس كميت جميل، رشيق جدًا. سألتهُ ونحنُ نحتسي الشايَ في المقهى: -كيف تقضي يومَك؟ أجاب : -أستيقظُ فجرًا، أطعِمُ فرسَي، أسقيها الماء، أضع عليها "جلالها"، أربطها إلى العربة وأذهب إلى العمل. ظهرًا، آخذها إلى نهرِ الفراتِ، أفتحُ عنها العربةَ وأبدأُ بغسلها، آخذها إلى المنزل لأعلفها، أتركها تستريح. عصرًا، أربط عليها العربة وأذهب للعمل. مساءً، أؤوب بها إلى المنزل. أفتحُ عنها العربة، أدلكها، أعلفها، أسقيها الماء، أنتظرها حتى تنام، ساعتها أذهبُ إلى أهلي. قلت له: هذه حياة الفرس، أين هي حياتك؟ ..... (داخل حسن) ذاتَ طفولةٍ، كان المطربُ داخل حسن - رحمه الله- صديقًا لوالدي الخياط، يأتي لدكانِ أبي يغني له يوميًا صباحَ كلِ يوم، كنتُ أُصغي لغنائهِ وأحفظهُ، كان عملي حفظ غناء داخل حسن وأنا منهمكٌ بمساعدةِ والدي كي لا يحس داخل حسن. إذا حفظت غناءه جيدًا أكرمني والدي أيما كرم، وإذا لم أحفظهُ جيدا أشبعني ضربًا. ليلاً، أعيد ما غناه المطربُ داخل حسن لوالدي، الذي يبدأُ بالسكرِ. ..... (صبي أسمر وحمائم بيض) شابٌ رافدينيٌ يافعٌ حالمٌ طَموحٌ. جلَب أَول أيام التحرير خمسمائة حمامةٍ إلى ساحة الفردوس، ليحاكي ساحةَ النصرِ في باريس بطيورِها التي تملأُها حياةً وهديلاً، ملأ الفردوسَ بيماماتِه البيض التي تحلق سعيدةً مطرزةً سماء بغداد بالحرية. جاء ثاني أيام الاحتلال ليجد ثلاثمائة وخمسين حمامةً قد اختفت. سأل ودموُعه مِلء مآقيه: من سرقَ طيورَ السلام؟ أجابه صبيٌ أسمرُ صغيرٌ يلهو في الفردوس: - رجالُ الشرطة. ..... (جدتي ومذيع التلفاز) كانت جدتي -رحمها الله- عندما يظهرُ المذيعُ في التلفازِ، تَتَحجبُ، بعباءَتِها. ======== علي السباعي (قاص من العراق)