كشفت وثائق سرية حصلت عليها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ونشرتها اليوم أن جهاز المخابرات العامة "شاباك" كان يدير ويعين ويوظف المدرسين في المدارس العربية بالداخل الإسرائيلي بصورة سرية، ويتدخل في الكثير من الأمور المتعلقة بالعملية التعليمية من أجل السيطرة بصورة أو بأخرى على تطورات الموقف والرأي العام في الوسط العربي داخل إسرائيل، والأخطر من هذا كله كان يعين عملاء له بهذه المدارس. وقالت الصحيفة الإسرائيلية الأكثر انتشارًا: إن من وصفتهم بالوكلاء المجهولين شاركوا سرًا ومن وراء الكواليس في تعيين وإزالة المعلمين والمديرين الذين يعتبرون معادين لإسرائيل ولا يرغبون في تدريس المبادئ السياسية التعليمية التي توصي بها وزارة التعليم الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أن واحدا من أهم وأكبر المسئولين في وزارة التعليم والمكلفين بمتابعة العملية التعليمية في الوسط العربي الفلسطيني في الداخل الإسرائيلي كان بالأساس مسؤول بالمخابرات العامة، وهو ما يفسر الكثير من التوجهات أو المواد التعليمية التي كان يتم فرض دراستها على الطلبة العرب ، سواء بالمراحلة الابتدائية أو بقية المراحل اللاحقة لها بعد ذلك. وكشفت الصحيفة في هذا التحقيق الموسع الذي نشرته اليوم أن وزارة التعليم وبناء على التوصيات التي وضعها هذا المسئول الأمني ، السري، ضمن صفوفها رفضت تعيين الكثير من المسئولين العرب الأكفاء والمسئولين التربويين المتميزين خوفا من عدم ضمان ولائهم لإسرائيل، وهو أمر بات واضحًا مع متابعة التعيينات ومسيرتها والأسماء التي تتولى المناصب القيادية في المدارس العربية في داخل الخط الأخضر. وكشفت الوثائق عن سعي المخابرات الإسرائيلية إلى السيطرة على التحولات الخاصة وسير العملية التعليمية بعدد من المدن المعروفة بخطورتها والتي تمثل توجهات سكانها خطرًا على إسرائيل، مثل مدينة أم الفحم تحديدًا والتي مثل وجود الكثير من الطلبة أو المدرسين بها مخاطر جمة وكبيرة. ومنذ نشر هذه الوثائق السرية التي تتعلق بعمل المخابرات ومحاولاتها السيطرة على سير العملية التعليمية بالوسط العربي وهناك حالة من ردود الفعل والردود الساخنة التي سيطرت على الوسط العربي خاصة عبر منصات السوشيال ميديا، نظرًا لتعهد المسئولين الإسرائيليين في الكثير من المرات أنهم لا يتدخلون في المناهد أو المعلومات الخاصة التي يدرسها الوسط العربي والقائمين عليه للطلبة والتلاميذ لخصوصية هذا الوسط وحساسية موقفه السياسي واختلافه التام عن الوسط اليهودي. غير أن ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم ومحاولة السيطرة على سير العملية التعليمة بالوسط العربي داخل إسرائيل هو أمر يثير الكثير من التساؤلات والأهم يثبت كذب المسئولين الإسرائيليين ممن سعوا إلى السيطرة على كل شيء في هذا الوسط الفلسطيني بالداخل الإسرائيلي مستخدمين كل الأسلحة حتى وإن كانت المخابرات.