أكد د. محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال مشاركته في مؤتمر "التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي" فى الولاياتالمتحدة، أن العلاقات الحضارية بين الشعوب حاجة إنسانية لا تستغني عنها المجتمعات البشرية، فمنذ فجر التاريخ وهناك تعاون بين الناس في مجالات مختلفة؛ حيث شاء الله أن يكون العالم أسرة إنسانية كونية تقوم على التعاون والتواصل والتكافل، ولذا جاءت العلاقات التاريخية بين المجتمعات والدول مترجمة لتلك الضرورة الإنسانية، فكان التواصل الحضاري في المجالات المختلفة "السياسية والاجتماعية والاقتصادية" وغيرها، واستطاعت الشعوب أن تستفيد من تجاربها المختلفة، واليوم ونحن نعيش حياة متشابكة وتجمعنا مشتركات كبرى يمكن أن ننطلق من خلالها لمواجهة الإرهاب الحقيقية الذي بات يهدد أمن العالم، وهو ما يجعلنا بحاجة إلى تفاهم والتعاون. وأضاف الأمين العام أن هذا المؤتمر الدولي الذي يناقش مسألة مهمة، وهي "التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي"، تحت رعاية "رابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية"، يأتي في ظل هذه الظروف ليؤكد أهمية تفعيل عملية التواصل الحضاري، خاصة في هذه المرحلة الراهنة التي تفرض أهمية التعرف على الآخر، لبيان حقيقة المواقف والرؤى، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والصور الذهنية المشوهة نتيجة ما يمارس زورًا وبهتانًا باسم الإسلام، لمواجهة ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، وبيان أن التواصل الحضاري الحقيقي يقوم على احترام خصوصيات وثقافات الأمم المختلفة، وأن الاختلاف في المعتقدات والمذاهب والأفكار لا يحول دون التلاقي والتشاور والوصول إلى الرؤية المشتركة الجادة التي تراعي المصالح العامة المشتركة. وأوضح "عفيفي" أن ما أبرز ما ينبغي السعي في علاجه، من خلال التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي، ظاهرة الإرهاب الدولي العابر للقارات الذي كان سببا في شقاء المنطقة العربية والإسلامية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا، بسبب جماعات الإرهاب والعنف، مشيرا إلى أن هناك قضية ملحة أيضا، وهي قضية مسلمي الروهينجا الذين فروا بمئات الألوف من جحيم التطهير العرقي في ميانمار، وهو ما يتطلب موقفًا دوليًا جادًا، لوقف هذه التصفيات الجسدية، وإعادتهم إلى وطنهم ومحاكمة المسئولين على ذلك. وأكد أن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الاعتراف بحق الناس في الحياة والعيش الكريم واحترام إنسانية الإنسان، واحترام حقوق الشعوب، ومواجهة المنظمات الإرهابية والدول الحاضنة والداعمة للإرهاب.