تعود عجلة بطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم للدوران من جديد، بعد توقف دام أكثر من شهرين، حيث تستأنف الفرق الثمانية المتأهلة للأدوار الاقصائية للمسابقة القارية حلمها بالتتويج باللقب المرموق المؤهل لبطولة كأس العالم للأندية التي ستقام بالإمارات في شهر ديسمبر المقبل. وقد واصلت ست فرق عربية مسيرتها في البطولة بعدما تأهلت إلى دور الثمانية، عقب اجتيازها مرحلة المجموعات (دور الستة عشر)، وذلك في ظل سعيها لاستعادة البطولة الغائبة عن خزائن الأندية العربية منذ عامين. ويرى المتابعون أن المنافسة في الأدوار الاقصائية سوف تتسم بالكثير من السخونة، حيث يصعب التكهن بهوية الفائز باللقب، لا سيما مع وجود خمسة أندية سبق لها الفوز بالبطولة تطمح في الوقوف مجددا على منصة التتويج. وتستقطب مباراة الأهلي المصري وضيفه الترجي التونسي على ملعب برج العرب بالإسكندرية غدًا أنظار محبي الكرة في القارة السمراء بشكل عام، والكرة العربية على وجه الخصوص، حيث يرى الكثيرون أنها بمثابة نهائي مبكر للبطولة بين فريقين يتشابهان في الكثير من الأمور. ويضم كلا الفريقين العديد من العناصر المهمة في المنتخبين المصري والتونسي اللذين أنعشا حظوظهما أخيرا في التأهل لنهائيات كأس العالم المقررة بروسيا العام المقبل، عقب نجاحهما في تصدر مجموعتيهما بالتصفيات المؤهلة للبطولة حاليا قبل جولتين على النهاية. كما توج الفريقان بلقب الدوري المحلي في بلديهما بالموسم الماضي، ليعززا من رقمهما القياسي كأكثر الفرق تتويجا بالبطولتين، حيث فاز الأهلي بلقبه التاسع والثلاثين في الدوري المصري، بينما توج الترجي بالدوري التونسي للمرة السابعة والعشرين في تاريخه. ورغم ذلك تبدو انطلاقة الفريقين مختلفة في المسابقة المحلية هذا الموسم، فبينما حقق الترجي بداية مثالية في الدوري التونسي بفوزه في مبارياته الأربع الأولى بالبطولة، فإن الأهلي سقط في فخ التعادل 1 / 1 مع ضيفه طلائع الجيش في افتتاح مبارياته بالدوري المصري. ويعول الأهلي كثيرا على مؤازرة عاملي الأرض والجمهور، لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الفريق الملقب ب"شيخ الأندية التونسية"، حتى يسهل من مهمته في لقاء الإياب الذي سيقام بتونس يوم 23 سبتمبر الجاري. ويسعى الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الحصول على البطولة برصيد ثمانية ألقاب، للمضي قدما للفوز بالمسابقة التي لم يتوج بها منذ عام 2013، ومواصلة تفوقه على الترجي في المباراة الرابعة على التوالي، بعدما تغلب عليه في مواجهاتهما الإفريقية الثلاث الأخيرة. وقد اكتفى الأهلي بالحصول على المركز الثاني في ترتيب المجموعة الرابعة بدور الستة عشر التي ضمت أندية الوداد البيضاوي المغربي وزاناكو الزامبي والقطن الكاميروني، برصيد 11 نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة، غير أن مهمته لن تكون سهلة على الإطلاق أمام الترجي الذي يتطلع للإطاحة بنادي القرن في إفريقيا، والثأر من خسارته أمامه بنهائي نسخة البطولة عام 2012. ويأمل الترجي، الفائز باللقب عامي 1994 و2011، في استمرار نتائجه الإيجابية بالبطولة، حيث حافظ على سجله خاليا من الهزائم خلال مسيرته بمرحلة المجموعات، ليتربع على صدارة المجموعة الثالثة التي ضمت ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي وفيتا كلوب من الكونغو الديمقراطية وسان جورج الإثيوبي، برصيد 12 نقطة من ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات. ويطمح الترجي في تحقيق انتصاره الأول على الأهلي خلال لقاءاتهما الإفريقية بمصر، حيث إنه لم يحقق أي فوز على نظيره المصري منذ 30 يوليو عام 2011. ولن يشعر لاعبو الترجي بالرهبة من اللعب على ملعب برج العرب الذي أصبح مألوفًا لديهم، بعدما خاض عليه الفريق أكثر من مباراة خلال مشاركته في بطولة الأندية العربية التي أقيمت بمصر، وتوج بها الفريق التونسي الشهر الماضي. وسيكون ملعب برج العرب مسرحا لمواجهة أخرى في البطولة، حيث يستضيف بعد غد لقاء أهلي طرابلس الليبي وضيفه النجم الساحلي التونسي، بسبب توتر الأوضاع الأمنية في ليبيا حاليا. ويحلم الفريق الليبي، الذي يراه البعض "الحصان الأسود" للبطولة، بمواصلة مغامرته في المسابقة، بعدما تحدى الظروف الصعبة التي أحاطت به، وحجز مقعدًا له في دور الثمانية بالبطولة الأقوى على مستوى الأندية بإفريقيا. وبعدما أطاح أهلي طرابلس بفريق الفتح الرباطي المغربي من البطولة مبكرا من دور ال32، واصل الفريق مسيرته الرائعة في المسابقة خلال مرحلة المجموعات، بعدما حصل على المركز الثاني في المجموعة الثانية التي ضمت أندية اتحاد الجزائر والزمالك المصري وكابس يونايتد الزيمبابوي. وحصد الفريق الليبي تسع نقاط في المجموعة من انتصارين وثلاثة تعادلات وخسارة وحيدة، لينتزع بطاقة الترشح لدور الثمانية على حساب فريق الزمالك العريق الذي سبق له الفوز بالبطولة في خمس مناسبات. وسارت استعدادات أهلي طرابلس لمواجهته الإفريقية المرتقبة على نحو جيد، حيث تغلب 4 / 1 على المحلة في مستهل مبارياته بالدوري الليبي هذا الموسم، قبل أن يدخل معسكرا مغلقا بمدينة الاسكندرية تخلله لقاء مع فريق الرجاء المصري الذى انتهى بالتعادل السلبي. وقد تعرض أهلي طرابلس لضربة موجعة عقب تعرض نجمه أنيس سلتو للإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة، خلال مشاركته في مباراة المنتخب الليبي مع نظيره الغيني بتصفيات المونديال، ليتأكد غيابه عن الملاعب ستة أشهر على الأقل. في المقابل، يهدف النجم الساحلي، بطل المسابقة عام 2007، لاجتياز عقبة منافسه الليبي، أملا في التقدم خطوة أخرى نحو نيل لقبه الثاني في البطولة. ولم يتلق النجم أي خسارة طيلة مشواره في المسابقة حتى الآن، حيث فاز في مباراتي دور ال32 على تاندا الإيفواري، قبل أن يتصدر المجموعة الأولى في دور الستة عشر التي ضمت فيروفيارو دا بيرا الموزمبيقي والمريخ والهلال السودانيين، برصيد 12 نقطة من ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات. ويبحث "النجم" عن استمرار انتصاراته على نظيره الليبي، بعدما تغلب عليه في مبارياتهما الثلاث الأخيرة، بينما تعادلا سلبيًا في لقاء وحيد، حيث سبق أن التقيا في دور الستة عشر بنسخة المسابقة عام 2009، قبل أن تتجدد المواجهة بينهما في دور المجموعتين ببطولة كأس الاتحاد الإفريقي (الكونفيدرالية الإفريقية) العام الماضي. ويبدو النجم الساحلي في أفضل حالاته حاليًا، خاصة عقب انتصاره في لقاءاته الأربعة الأولى بالدوري التونسي هذا الموسم التى كان آخرها الفوز على مضيفه الترجي الجرجيسي بهدف نظيف يوم الأحد الماضي. ويخوض الوداد البيضاوي، الذي نال البطولة عام 1992، مواجهة من العيار الثقيل أمام مضيفه صن داونز (حامل اللقب) بعد غد، في مواجهة هي الأولى بين الفريقين. وصعد الوداد لدور الثمانية عقب صدارته المجموعة الرابعة برصيد 12 نقطة من أربعة انتصارات وخسارتين، ليضرب موعدا مع منافسه الجنوب إفريقي، صاحب المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد تسع نقاط من فوزين وثلاثة تعادلات وخسارة وحيدة كانت في ملعبه أمام الترجي. ويسعى الوداد لمصالحة جماهيره التي شعرت بخيبة أمل بعدما استهل الفريق حملة الدفاع عن لقب الدوري المغربي هذا الموسم بالخسارة 1 / 3 أمام ضيفه الفتح الرباطي يوم الأحد الماضي. وتحوم الشكوك بقوة حول مشاركة وليد الكرتي مع الوداد في المباراة، رغم انضمامه لقائمة الفريق بعد غياب عن الملاعب دام أسبوعين بداعي الإصابة، بينما يفتقد الفريق خدمات لاعبه أشرف بنشرقي، للإيقاف عقب حصوله على الإنذار الثاني. من جانبه، يرغب اتحاد الجزائر في إعادة البسمة مجددا لوجوه الجماهير الجزائرية الغاضبة، عندما يخرج لملاقاة مضيفه فيروفيارو دا بيرا غدًا. وتشعر الجماهير الجزائرية بإحباط بالغ عقب المشاركة الكارثية لمنتخب بلادها فى تصفيات كأس العالم، حيث تلاشت آماله تمامًا في الصعود للمونديال، عقب خسارته مباراتيه الأخيرتين أمام نظيره الزامبي مطلع الشهر الجاري. ويمتلك اتحاد الجزائر الحظوظ الأوفر في التأهل للدور قبل النهائي في البطولة، بالنظر إلى الفارق الكبير بينه وبين نظيره الموزمبيقي على جميع المستويات. وقد تصدر الفريق الجزائري، الذي يتطلع للحصول على لقبه الأول في المسابقة، ترتيب المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة. ويأمل اتحاد العاصمة، الذي صعد لنهائي نسخة البطولة قبل عامين، في أن يصبح الفريق الجزائري الرابع الذي ينضم لقائمة الأندية المتوجة باللقب، بعد ناديي وفاق سطيف وشبيبة القبائل اللذين يملكان لقبين، وجاره اللدود مولودية الجزائر الحاصل على البطولة مرة واحدة. من ناحيته، استفاد فيروفيارو من قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي أصدره في وقت سابق، بتجميد نشاط الكرة السودانية بسبب التدخل الحكومي، ليتأهل لدور الثمانية للبطولة للمرة الأولى في تاريخه، بعد حصوله على المركز الثاني في المجموعة الأولى، عقب حرمان فريقي المريخ والهلال من اللعب في الجولة الأخيرة بالمجموعة.