الفيلم الاستعراضي الموسيقي كان في الماضي هو السينما..هو نجم شباك التذاكر..هو أساس القصة التي يبني عليها الحدوتة، والسبب هو أن الفيلم الاستعراضي، يضم جميع أنواع الفنون في قصة واحدة. وحالياً مازال الفيلم الاستعراضي يحتفظ بمكانته ومكانه بين الأفلام العالمية الكبري، بل ويكتسح أهم الجوائز، والدليل القريب علي ذلك فوز الفيلم الاستعراضي الموسيقي" الا لا لاند" علي 7 جائزة في أوسكار العام الجارين من بين 14 جائزة كان مرشحًا لها، وقبل ذلك وفِي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بلجنة تحكيمية العالمية فاز نفس الفيلم الاستعراضي " الا لا لاند" بجائزة أفضل فيلم. أما من واقع السينما المصرية وما تقدمه من أفلام استعراضية، فالمحصلة تساوي صفرًا علي مدار العشرة أعوام الماضية، علي الرغم من أن هناك نجوم طرب يقومون بأدوار البطولة في أفلام سينمائية، ولكنهم يبحثون من خلال ذلك عن فرض إمكاناتهم التمثيلية بعيداً عن الطربية، كما أن هناك أفلاما آخري تعتمد علي المطربين الشعبيين ليقوموا بأدوار تمثيلية مع غناء أغنية أو اثنين خلال الأحداث، ومن كل تلك الأفلام لا يظهر فيلم استعراضي مصري مهم علي مدار العشرة أعوام الماضية . والتاريخ السينمائي المصري يؤكد أن أول فيلم مصري ناطق كان "أنشودة الفؤاد" عام 1932 كان فيلماً غنائياً، كتب الألحان زكريا أحمد وغناء نادرة، وثاني فيلم ناطق عام 1933 كان فيلما غنائيا أيضا وهو "الوردة البيضاء"، ألحان وغناء محمد عبد الوهاب. وأن معظم الأفلام المصرية المنتجة من ذلك التاريخ وحتي وقت قريب كانت أفلام استعراضية غنائية، وأي فيلم كان يحتوي علي أغنية أو رقصة علي الأقل في مضمون الحدث، وذلك حتي نهاية فترة الخمسينات. كما يؤكد لنا التاريخ السينمائي أن المخرج أحمد بدرخان كان من أشهر رواد السينما المصرية الغنائية من خلال مشواره الفني، حيث قدم أفلاما لأهم عمالقة الغناء في مصر مثل أم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان ونجاة الصغيرة، وقام بإخراج أول أفلام فريد الأطرش مع شقيقته أسمهان وهو فيلم "انتصار الشباب" ثم إخرج مجموعة من الأفلام قام بإنتاجها وبطولتها فريد الأطرش وهي "شهر العسل" و "أحبك أنت" و"آخر كدبة" و"عايزة أتجوز" و"لحن حبي" و"عهد الهوى" و"أزاي أنساك" وذلك حتي عام 1956. وتتمثل أفضل الأفلام الغنائية المصرية في تلك المرحلة هي أفلام " حب وجنون " بطولة محمد فوزى وتحية كاريوكا، وفيلم "عفريتة هانم" بطولة فريد الأطرش وسامية جمال، مع التجارب السينمائية التى أنجزها المخرج والممثل الراحل أنور وجدى في فيلمى " دهب و ياسمين " وبعد ذلك وفى عام 1950 ظهر فيلم " بابا عريس" للمخرج حسين فوزى ، وكان أول فيلم مصرى ملون بالكامل ، ويحتوى على استعراض كبير بعنوان " دكان العرايس ". وقدم المخرج حسن الإمام الفيلم الاستعراضي " اضراب الشحاتين "، حيث تم تحويل المواقف الحوارية إلى جمل غنائية . ومع انتشار الألوان فى السينما المصرية ظهرت أفلام " غرام فى الكرنك وإجازة نصف السنة " والتى اشترك فيها أعضاء فرقة رضا للفنون الشعبية "فريدة فهمى ومحمود رضا وهناء الشوربجى". وفى عام 1969 قدم المخرج حسين كمال فيلم " أبى فوق الشجرة " ، والذى احتوى على استعراض يحمل اسم " قاضى البلاج "، وقدم المخرج نادر جلال فيلم " بدور " والذى احتوى على استعراض داخل الوكر الخاص بالعصابة التى تنتمى إليها بطلة الفيلم " نجلاء فتحى ". وفى عام 1975 قدم المخرج حسين كمال فيلم " مولد يا دنيا "، والذى احتوى على عدد من الاستعراضات مثل " شبيك لبيك، والحلو والنبى ". وفى عام 1976 وظف المخرج يوسف شاهين الاستعراض للتعبير عن علاقة الفرد بالسلطة من خلال فيلم "عودة الابن الضال " والذى ضم استعراضين قام بكتابتهما الشاعر صلاح جاهين هما " الساعة، والشارع لمين" وفى عام 1986 تجدد التعاون بين شاهين وجاهين فى استعراض "حدوته حتتنا " للممثل محسن محيى الدين فى فيلم " اليوم السادس "، وفي عام 1990 عرض فيلم " إسكندرية كمان وكمان " الذى احتوى على عدة استعراضات، كما قدم المخرج شريف عرفة تجربتين هما " سمع هس ويا مهلبية يا ". وكان فيلم " مفيش غير كدة " للمخرج خالد الحجر عام 2007 آخر الأفلام التي ضمت عدة مقاطع غنائية. وعن غياب أو اختفاء الفيلم الغنائي الاستعراضي من الساحة الفنية المصرية والعربية، يجب أن يجيب المنتجون ويوضح المخرجون ويتحدث المؤلفون، عندما نفتح الملف.