تسببت معارك عنيفة بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في محافظة حماة، وسط سوريا، فى مقتل أكثر من 150 عنصراً من الطرفين، غالبيتهم من الجهاديين خلال ال24 ساعة الأخيرة، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس" إن "120 عنصراً من تنظيم "داعش" قتلوا جراء المعارك في بلدة عقيربات، ومحيطها في ريف حماة الشرقي، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بينما قتل 35 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها". وتعد هذه البلدة آخر معقل للتنظيم في محافظة حماة، بينما لا يزال يسيطر على بضعة قرى صغيرة، ومن شأن طرده منها أن ينهي وجود التنظيم في كامل المحافظة. وقد تمكنت قوات النظام ليل أمس الأول من السيطرة على عقيربات، قبل أن يشن التنظيم هجوماً معاكساً أمس تمكن خلاله من السيطرة على معظم البلدة. وتحت وابل من القصف والغارات، تمكنت قوات النظام صباح اليوم من طرد الجهاديين منها وتقدمت غربها، حيث لا يزال التنظيم يسيطر فقط على نحو عشرين قرية ومزرعة. وترافق هجوم قوات النظام، الذي تشارك فيه قوات روسية وإيرانية على الأرض وفق المرصد، مع شن الطيران الحربي السوري والروسي غارات مكثفة جداً على مواقع وتحركات الجهاديين. ويسيطر التنظيم المتطرف منذ عام 2014 على بلدة عقيربات التي تحظى بأهمية إستراتيجية لدى قوات النظام والتنظيم في آن. ويوضح عبد الرحمن أن "تثبيت قوات النظام سيطرتها على البلدة، وطرد التنظيم من القرى المجاورة، ينهي وجود التنظيم في كامل محافظة حماة". ويشير إلى أن التنظيم كان "ينطلق من عقيربات لشن هجمات عنيفة على مناطق سيطرة النظام في ريف السلمية، وعلى طريق خناصر الذي يشكل الخط الحيوي الوحيد للنظام من حلب باتجاه وسط وجنوب سوريا". وتحاذي محافظة حماة ست محافظات سورية، ويقتصر وجود التنظيم على الريف الشرقي للمحافظة، بينما تسيطر الفصائل المعارضة على مناطق في ريفها الشمالي. ومني التنظيم أخيرا بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا، أبرزها في معقله الرئيسي في الرقة، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، من طرده أمس الأول من كامل المدينة القديمة في الرقة، وباتت على مشارف المربع الأمني للتنظيم في وسط المدينة. وبدأت هذه القوات، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، هجوماً واسعاً في محافظة الرقة في نوفمبر، وتمكنت من دخول مدينة الرقة في يونيو، حيث سيطرت على أحياء عدة. كما تتقدم قوات النظام على حساب الجهاديين في ريف حمص الشرقي، بعد سيطرتها على مدينة السحنة الإستراتيجية، وتحقق تقدماً في غرب محافظة دير الزور على أربع جبهات، وباتت على بعد 19 كيل ومترا عن مدينة دير الزور من جهة الغرب.