الحج عرفة.. هكذا يعلم جميع الحجيج إلى بيت الله الحرام ويدركون قول رسول الله صلي الله عليه وسلم، فالوقوف بجبل عرفات في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، هو ركن الحج الأكبر، وبحسب دار الإفتاء المصرية يكون الوقوف ولو لحظة وهو أقل الوقوف، في أي جزء من عرفة، ولو مارًّا بها. ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من طلوع فجر اليوم التاسع عند الحنابلة، ومن زوال شمس يوم التاسع قبيل الظهر عند الأئمة الثلاثة، ويستمر وقت الوقوف إلى طلوع فجر يوم النحر؛ يوم العاشر من ذي الحجة. وتوضح الإفتاء، في كتاب أصدرته عن أعمال الحج والعمرة، أن المستحب في قدر الوقوف وصفته: الوقوف أسفل جبل الرحمة -إن استطاع، وإلا ففي أي مكان من عرفة- متوضئًا بعد أن يكون قد أدَّى صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بنمِرة، مستمعًا للخطيتين، والاتجاه مع الإمام إلى عرفة، ملتزمًا بالدعاء والتضرُّع إلى الله تعالى، حتى غروب الشمس من يوم التاسع من ذي الحجة. وقد اتفق العلماء على أن الوقوف بعرفة هو أحد أفضل الأيام، وقال البعض أنه أفضل يوم في العام كله، ففيه أكمل الله الدين، وأتم فيه النعمة؛ فعن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأي آية؟ قال قوله: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله ، نزلت عشية عرفة في يوم جمعة» رواه البخاري و مسلم والترمذي والنسائي. كما أنه أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله قال: «ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء» رواه مسلم. ويوم عرفة من أفضل الأوقات للدعاء وأرجاها للإجابة؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي قال : «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» رواه الترمذي. وبحسب دار الإفتاء، ما يكون الشيطان في حالة من الحزن والغيظ والخزلان كما يكون في هذا اليوم؛ لما يرى فيه من تنزل الرحمات والبركات على عباده، فعن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؛ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ. قِيلَ: وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ» رواه مالك في الموطأ والبيهقي. وتوضح دار الإفتاء أعمال يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) فيما يلي: 1- يخرج حجاج بيت الله الحرام مع شروق يوم عرفة إلى نمِرة، فيبقى بها إلى صلاة الظهر، فيصليها هي والعصر جمع تقديم. 2- ثم يخرج إلى جبل الرحمة بعرفة، أو أي مكان بها، فيقف بها حتى غروب الشمس. 3- ثم يتحرك من عرفة بعد الغروب حتى يصل إلى المزدلفة، فيصلي بالمزدلفة المغرب والعشاء جمع تأخير. 4- ثم يبيت بالمزدلفة حتى يصلي الفجر بها، صباح يوم النحر (يوم العاشر من ذي الحجة).