رفضت باكستان الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إليها بشأن إيواء الإرهابيين، وطالبته بألا يجعل إسلام أباد كبش فداء. كان ترامب قال في كلمة له بمناسبة عرض إستراتيجيته الجديدة نحو أفغانستان: "قدمنا لكم (أي باكستان) مليارات ومليارات من الدولارات ، وفي الوقت ذاته تقومون بإيواء الإرهابيين الذين نقاتلهم". كما اتهم ترامب باكستان أيضًا بدعم جماعة طالبان الإسلامية المتطرفة، مما يساعد في زعزعة استقرار أفغانستان وإفشال المهمة الدولية في هذه البلد. وقال أعضاء بمجلس الأمن القومي في باكستان، اليوم الخميس، إن جعل باكستان كبش فداء لن يساعد في استقرار أفغانستان. وقال بيان للمجلس، الذي يضم كل من رئيس الوزراء والعديد من أعضاء الحكومة وقائد الجيش ورئيس المخابرات: "باكستان دعمت جميع المبادرات الدولية من أجل استقرار أفغانستان وتكريس السلم فيها". وأضاف البيان أن باكستان قاومت "جميع الشبكات الإرهابية بلا تفرقة"، مشيرًا إلى أن حكومة أفغانستان ترى أن تحقيق اتفاق سياسي - أي إجراء مفاوضات سلام مع طالبان - ما يزال هو الحل الأمثل للمشكلة. وتعليقًا على إستراتيجية ترامب الجديدة في إشراك الهند - العدو اللدود لباكستان - في حل الأزمة الأفغانية ، قال البيان إن الهند لا يمكن النظر إليها كضامن لأمن المنطقة، حيث إن علاقاتها مع جميع جيرانها مثقلة بالصراعات، ولا تريد الاستقرار لباكستان. وتُعد هذه التعليقات أول رد فعل رسمى لإسلام اباد على سياسة ترامب الجديدة بشأن أفغانستان ومنطقة جنوب آسيا،حيث من المتوقع زيادة القوات الأمريكية فى أفغانستان والتركيز على الظروف على الأرض بدلاً من الجداول الزمنية التعسفية. تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين واشنطنوإسلام أباد شابها عدم الاستقرار فى السنوات الأخيرة وسط الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب على طول الحدود الأفغانية الباكستانية والغارة الأمريكية السرية التى أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن على الأراضى الباكستانية. ودعا ترامب ووزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون باكستان الى التوقف عن توفير ملاذ آمن للجماعات الإرهابية. وقالت باكستان إنها تنفذ هجمات غير تمييزية ضد جميع مجموعات المسلحين فى مناطقها القبلية بالقرب من الحدود الأفغانية، مما يحسن الأمن الإقليمى. كما شجع ترامب الهند، المنافس الإقليمى لباكستان، على لعب دور اقتصادى أكبر فى أفغانستان. وتتنافس باكستانوالهند، الجارتان المسلحتان نوويا، منذ زمن طويل على النفوذ في أفغانستان.