في إطار دور منظمات المجتمع المدني، في مشاركة الحكومة في التوعية والتطوير في كافة القطاعات المختلفة، يأتي دور مؤسة شباب بتحب مصر، في تقديم دورها التوعوي والتثقيفي، فيما يتعلق بقضايا البيئة بشكل عام، والمحميات الطبيعية بشكل خاص. يقول أحمد فتحي، رئيس مؤسسة شباب بتحب مصر، إنهم غير معنيين بالربح، وكل ما يشغل بالهم هو المساهمة بصورة أو بأخرى في حماية البيئة، وإعادة تنشيط السياحة، حيث نظموا مجموعة من حملات التوعية البيئية المختلفة بعدد من المحميات الطبيعية، بالإضافة إلي ندوات تثقيفية لطلاب الجامعات الحكومية، حيث بدأت المؤسسة بجامعتي حلوان وعين شمس، وتنطلق لتستكمل مسيرتها، التي أخذت على عاتقها تحقيقها منذ أول يوم عمل لها، من خلال وضع مصر على الخريطة الدولية في التراث الجيولوجي الذي تشرف عليه منظمة اليونسكو. ويوضح فتحي، أن المؤسسة أنتجت مجموعة من الأفلام الوثائقية تحت شعار "خلق الله في مصر" للتعريف بالمحميات الطبيعية، وتمت إذاعتها على مجموعة من القنوات الفضائية المختلفة طوال شهر رمضان، على نفقتهم بشكل كامل. وأضاف، أن التصوير بدأ من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة منتصف العام الماضي، كانت "محمية الزبرجد" انطلاقتها، حيث صور فريق العمل رحلات الطيور بصورة تبرز ما ميز به الله مصر، مشيرًا إلي أن الهدف الرئيسي، التوعية ثم الوثيق ثم إظهار مواطن الجمال بها. وأشار فتحي، إلي الدعم اللوجيستي الذي تقدمه وزارة البيئة للمؤسسة، منذ البدء في مشروع أعرف محميتك، من خلال توفير زيارات للمحميات الطبيعية، بوسائل انتقال توفرها الوزارة نفسها، وإتاحة أماكن للإعاشة إذا استغرقت الرحلة أكثر من يوم، بالإضافة إلي باحثين لشرح كل ما تتميز به المحميات من طيور وكائنات حية، ونباتات نادرة. وقال، إن المؤسسة بصدد توقيع بروتوكول مع وزارة البيئة، داخل محميات الفيوم، للمساهمة مع إدارات المحميات، في الحفاظ على المحمية، وخاصة في المناسبات التي يتعدى زوارها 40 ألف زائر، مشيرًا إلي سعي المنظمة لتنظيم أماكن للتوعية البيئية ثابتة داخل كل محمية، لتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ علىها، قائلًا "يجب أن نقوم بدورنا الرقابي كمنظمة مجتمع مدني لمراقبة سلوك المواطنين، وتطبيق وزارة البيئة ذاتها للمعايير والمواثيق الدولية البيئية". وفيما يتعلق ب"اعرف محميتك"، قال فتحي، "نظمنا 3 معارض بدار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، وعدد من خبراء البيئة، والشخصيات العامة، لنشر ثقافة تطوير وحماية المحميات، بالإضافة إلي معرض مصغر عن فن الأورجامي، وتم تعليق الصور التي التقطها فريق عمل المؤسسة على جدران وزارة البيئة وبيت القاهرة، والمحميات المختلفة". ويكمل فتحي، لا تضاهي أفلام المؤسسة الوثائقية عن المحميات الطبيعية التقنية العالية للأفلام التي تذيعها المملكة العربية السعودية عن روعة البحر لأحمر، كنوع من تشجيع وتنشيط السياحة المصرية، فنحن لا نملك من التقنيات ما لديهم، أما نحن فمؤسسة يقوم على العمل بها مجموعة من الشباب المتطوع وغير هادفة للربح، ورغم هذا حققت أفلامنا حراكًا مجتمعيًا كبيرًا، ونسب مشاهدة عالية على القنوات الفضائية واليوتيوب، وتسجل فئة الشباب نسبة المشاهدة الأكبر. بعد احترافنا للتصوير، وتوثيق كل ما تملكه المحميات، أصبح هذا العمل يميزنا عن غيرنا، من الجمعيات والاتحادات المختلفة، وهذا كان سببًا لاستمرار دعم وتشجيع وزارة البيئة لنا.. وفقًا لما قاله رئيس مؤسسة شباب بتحب مصر. وعن العقبات التي واجهت المؤسسة أثناء زياراتها للمحميات الطبيعية، يقول فتحي، "من أسوأ ما قابلنا، هو تراجع سلوك زوار المحميات، فمثلًا في الفيوم إلقاء المهملات، والدخول إلي مياه الشلالات التي قد تتسبب في غرقهم، ومحاولة صيد الأسماك بالبحر الاحمر أثناء عمل رياضة "سنوركلينج"، بالاضافة إلي جمع الأصداف، وتدمير الشعاب المرجانية. ووعد فتحي، تلبية طلب الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، حول إنتاج 1000 فيلم مصورعن مصر، فيما كانت انتهت المؤسسة من تصوير 15 فيلم حتى الآن، وتسعى لتغطية كافة المواسم لأنواع مختلفة من الطيور. وكان الدكتور خالد فهمي، كرم المؤسسة في ختام احتفال وزارة البيئة بيوم البيئة العالمي، تحت شعار "يوم الوفاء"، وذلك للعام الثالث علي التوالي لجهودها في الحفاظ علي البيئة والمحميات الطبيعية.