قال الدكتور خالد فهمي، وزير الدولة لشئون البيئة، إن الوزارة وضعت خطة محكمة لتطوير المحميات الطبيعية بكل المحافظات، وجار تنفيذ مسح شامل لكل الأنشطة التي تزاولها كل محمية على حدة. وأطلقت وزارة البيئة مؤخرًا حملات توعية، أهمها "اعرف محميتك"، لشباب الجامعات والمنظمات غير الحكومية، لزيارة وتنفيذ أنشطة بيئية بالمحميات. وكان من المقرر أن يزور وزير البيئة، يوم السبت الماضي، محمية وادي دجلة مع مؤسسة "شباب بتحب مصر"، لتفعيل دور السياحة البيئية في مصر، ولكنه تم تأجيل تلك الزيارة بسبب الاعتداءات الإرهابية في سيناء. وتعد محمية "وادي دجلة" من أهم المحميات الطبيعية بمحافظة القاهرة، حيث تقع شرق حي المعادي بالصحراء الشرقية، وتعتبر من أهم الأودية، وتمر بها صخور الحجر الجيري الذي ترسب من قبل في البيئة البحرية بالصحراء الشرقية من أكثر من 60 مليون سنة، ولذلك هي من أغنى المحميات بالحفريات. وتعتبر "وادي دجلة" جزءًا من الهضبة الشمالية للصخور الجيرية لعصر الإيوسين، والتي عرفها القصاصي سنة 1993 كبيئة مميزة بطبيعة جغرافية في مصر، وهذا النوع من البيئة غير ممثلة في وحدة المحميات الطبيعية بجميع محافظات الجمهورية عدا محمية الغابة المتحجرة. وتتميز محمية "وادي دجلة" بالحياة النباتية والحيوانية، ويكسو الوادي غطاء واقي من النباتات الحولية والدائمة، حيث سجل نحو 64 نوعًا من النباتات المختلفة، إضافة إلى وجود آثار للغزال الحفري بالمنطقة، ما يعطي دليلًا على وجود التيتل النوبي. وسجل نحو 20 نوعًا من أنواع الزواحف وتشمل السلاحف المصرية المهددة الانقراض، كما سجل هذا الوادي المتميز 12 نوعًا من طيور الصحراء الشرقية، إضافة إلى الأنواع المهاجرة والزائرة شتاءً. وأكد الدكتور أحمد أبو السعود، رئيس الجهاز التنفيذي بجهاز شئون البيئة، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن الدكتور خالد فهمي اختار زيارة محمية "وادي دجلة" مع مؤسسة "شباب بتحب مصر" وذوي الإعاقة لأهميتها وقيمتها، وللتعرف على المحمية والتشجيع على السياحة البيئية بالمحميات الطبيعية. وأضاف: "يزوروا المحمية ويتعرفوا عليها، ويقضوا اليوم كله هناك، ويعلمون شيئًا جديدًا عن كنوز مصر التي لم يكن يعرفونها من قبل، ولكن إلى الآن لم يتم تحديد يوم هذه الزيارة". وأشار الدكتور أحمد عبد الحكيم، مسئول الإعلام والتوعية بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، في تصريح ل"البوابة نيوز"، إلى أن محمية وادي دجلة تعد البوابة الأولى للصحراء الشرقية، ووجودها يتميز بالتركيبة الجيولوجية المميزة، والتي تعكس الصورة الجيولوجية التي مرت بها المنطقة على مر العصور، مؤكدًا أنها يوجد بها مجموعة من الطيور النادرة والمميزة. وأضاف أحمد فتحي، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة "شباب بتحب مصر"، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن المؤسسة هي من اختار زيارة محمية "وادي دجلة" بالأخص مع وزير البيئة، والتي كانت من المقرر أن تكون أمس، ولكن تضامنًا مع الشهداء تم تأجيل هذه الزيارة. وأشار "فتحي" إلى أن المؤسسة اختارت هذه المحمية بالأخص لعدة أسباب، أهمها أن محمية وادي دجلة تعد الأقرب للعاصمة، ورغم ذلك لا أحد يعلم عنها أي شيء، إضافة إلى ميزتها المتفردة عن باقي المحميات، حيث تحتوي على صخور الحجر الجيري والنباتات النادرة. وأوضح أن المؤسسة تمتلك مشروعًا يحمل عنوان "أعرف محميتك"، هدفها عمل زيارات استكشافية للمحمية لتعريف الناس ماهية هذه المحميات، وما الذي يستطيع الناس أن يفعلوه بداخلها وكيفية الاستمتاع بوقتهم وتشجيع السياحة البيئية. وكشف "فتحي" أن الزيارة ستتضمن الدخول نحو 12 كيلو متر داخل المحمية حتى تصل فكرة كيفية الاستمتاع بالوقت، مؤكدًا أن أغلب عمل المؤسسة مع ذوي الإعاقة، لذلك من المقرر أن يأتي شباب منهم للترفيه عن أنفسهم وتعريفهم على الكنوز النادرة التي تمتلكها مصر. يذكر أن قطاع حماية البيئة قد أعلن الإنجازات التي تمت خلال 2014، بخصوص تطوير البنية الأساسية داخل المحميات الطبيعية، كما نص التقرير الذي قدمه القطاع على تطوير محميات جنوبسيناء رأس محمد ونبق وأبو جالوم. وأعلن قطاع حماية البيئة عن تنمية وتطوير المحميات، وأنه تم إعداد أول حقيبة استثمارية داخل المحميات شملت مشروعات تطوير الخدمات بشاطئ حانكوراب والفندق البيئي ومطعم سياحي بمحمية وادي الجمال، ومركز ثقافي تعليمي اجتماعي بيئي بمحمية الغابة المتحجرة، واستزراع النباتات الطبية بمحميتي كاترين ووادي العلاقي، وتنمية الزراعات العضوية بمحمية وادي الريان، وممشى الزجاجي تحت الماء بمحمية رأس محمد.