تحملت الزوجة العشرينية "ولاء" كل صنوف المعاناة في سبيل أن تستمر في زواجها، وضعت مصلحة أبنائها نُصب أعينها، وأبت أن تتخلي عنهم بأي شكل، لكنها ورغم كل شىء لم تستطع أن تواصل الرحلة للنهاية، خاصة بعدما علمت أن شريكها "تاجر كيف"!. داخل قاعة محكمة الأسرة بمدينة نصر، وفى أثناء انتظار "ولاء"، صاحبة ال25 عامًا، دورها لنظر دعوي الخلع التي أقامتها ضد زوجها، روت ل"بوابة الأهرام" قصتها - قائلة - إنها كغيرها تقدم لخطبتها "ابن الحلال" من معارف والدها الذي يعمل "نجار مسلح"، ولم تفكر كثيرًا وقررت الموافقة علي العريس، خاصة بعدما أكد والدها أنه يتميز بحُسن الخلق، وسيحرص علي سعادتها، وبعد الزواج رزقها الله بطفلين. تواصل الزوجة روايتها مؤكدة أنها تحملت ما لا تقدر غيرها علي تحمله، فزوجها دائمًا ما اصطحب أصدقاءه إلي المنزل نهاية كل أسبوع، ليسهروا سويًا، يدخنون الحشيش، ويضحكون بصوت مرتفع للغاية. كما أنهم يتبادلون السباب بأقذع الشتائم، وكانت كلما اعترضت الزوجة علي سهراته مع أصدقائه تعدي بالضرب عليها. "وأنا في بيت أهلي.. أخويا بلغني أن زوجي بيتاجر في المخدرات"، رددت "ولاء" ذلك مصدومة، وقالت إنها توجهت لمنزلها من جديد، وواجهت زوجها بما تعرف، وطالبته بالكف عن نشاطه الحرام، وأن يبحث عن مصدر للرزق الحلال لها ولأولادها، لكنه تجاهل كل ما تقول، وسألها فقط عن الشخص الذي أخبرها، وحينما علم أنه شقيقها، ذهب لمنزله وهو يستشيط غضبا وتعدي عليه بالضرب في بيته، وحرر شقيقها محضرًا بالواقعة، وهو ما سبب قطيعة بين الزوج وأهل الزوجة، لكنها، وبناء علي نصيحة والدتها، اختارت زوجها، حرصًا علي حياة أولادها. استمرت الحياة بين "ولاء" وزوجها لبعض الوقت، لكن النهاية المتوقعة أطلت برأسها علي الزوجين، لتكتب الفصل الأخير، فبينما الزوجة مشغولة في أعمال المنزل، دخل الزوج يحمل كيسا بلاستيكيا أسود، ووضعه أسفل الدولاب وفر مسرعا إلي غرفة أسفل عقار سكنهما، وسط دهشة الزوجة، لكن دهشتها تبددت واستحالت رعبا حينما فوجئت بقوات الأمن تقتحم بيتها، وتقلبه رأسا علي عقب، حتي عثروا علي "الكيس"، وبداخله كمية كبيرة من مخدر الحشيش، وبسؤالها عن زوجها أخبرتهم عن مكانه من فرط شعورها بالرعب الشديد. تضيف الزوجة أنها فى أثناء زيارتها زوجها في السجن، أخبرها أن تذهب لأحد أصدقائه، مدين له بالمال، وسيعطيها مبلغًا كبيرًا تستطيع أن تدبر منه نفقات المنزل في فترة حبسه، لم ترغب الزوجة في أخذ الأموال، فهي تعلم أنها من تجارة المخدرات، لكن ظروفها اضطرتها لذلك، خاصة بعد مرض أحد ابنائها واحتياجه لعملية جراحية طارئة، لكنها حينما ذهبت لصديق الزوج أعطاها فقط نصف المبلغ وطلب منها العودة مجددا لأخذ باقي المبلغ. فى أثناء إحدي زياراتها لزوجها، أخبرته بما حدث، لكنه شدد علي ضرورة أن تأخذ باقي المبلغ من صديقه، فتوجهت علي الفور لصديق الزوج، لتأخذ باقي المبلغ المالي، فإذا بها تفاجأ به يعرض عليها أن تقدم له نفسها مقابل الأموال، وحينما رفضت اعتدي عليها ومزق ملابسها في محاولة لاغتصابها، لكن الزوجة وجدت مقصًا علي الطاولة المقابلة لها، فتناولته وطعنته في صدره وفرت هاربة، وبعد ضبطها من قبل الشرطة، روت ما حدث معها وأخلي سبيلها علي ذمة القضية. وتابعت الزوجة أن بعد كل ما تحملته في سبيل أن تسير مركب زواجها، وتصل بأولادها لبر الأمان، اضطرت لرفع دعوي خلع في النهاية، وبعد صدور حكم علي زوجها، بسبب أنه تاجر للمخدرات، تعرضت لصدمة جديدة بعدما اتهمها زوجها في شرفها أمام محكمة الأسرة، وادعي كذبًا أنها أقامت علاقة مع صديقه، وأن أحد أصدقائه أبلغه بذلك، بل زاد الطين بلة بأن ادعي أن الزوجة أبلغت عنه، ليُسجن، وتتزوج من صديقه بعدها. وتنهي "ولاء" بقولها: "حسبي الله ونعم الوكيل في زوجي، بعد كل اللي شوفته معاه كمان بيتهمني في شرفي".