في الوقت الذى رأى فيه خبراء الاقتصاد أن محادثات صعبة ستقطعها كنداوالمكسيكوالولاياتالمتحدة بشأن إعادة التفاوض على بنود اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) ، إلا أن الصور التى جمعت بين وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند مع وزير الاقتصاد المكسيكى إيلديفونسو جواياردو فيلاريل قبل الجولة الأولى من المحادثات أظهرت عكس ذلك. حيث التقت فريلاند مع جواياردو في السفارة الكندية في واشنطن، وظهر التفاهم واضحا من خلال الصور التى نشرتها وكالة "رويترز" للأنباء. ويجتمع مفاوضو البلدان المعنية من الأربعاء إلى الأحد لتحديث هذا الاتفاق العائد للعام 1994 الذي ألغيت بموجبه الحدود الجمركية بغية السماح بتداول السلع والخدمات بشكل حر بين البلدان الثلاثة. ويثير اتفاق "نافتا" الجدل منذ أن أبصر النور، إذ يعتبر مؤيدوه أن من شأنه تعزيز النمو، في حين يرى معارضوه أنه غير منصف ويؤثر سلبا على فرص العمل إلى حد وصفه ب "الكارثة" على لسان الرئيس الأمريكي الذي لم يتوقف عن انتقاده خلال حملته الانتخابية. وإعادة التفاوض على شروط الاتفاق مسألة مصيرية بالنسبة إلى ترامب الذي من المتوقع أن يستغل هذه المناقشات لتوجيه رسالة سياسية قوية في وقت يصعب عليه الوفاء بتعهداته الانتخابية. وواقع الحال أن الولاياتالمتحدة تعاني من تراجع الميزان التجاري مع المكسيك منذ إبرام الاتفاق، من فائض قدره 1.6 مليار دولار إلى عجز معدله 64 مليارا. وبالنسبة إلى المكسيك، والولاياتالمتحدة أكبر شريك تجاري لها، يعد "نافتا" اتفاقا محوريا، إذ إن 80 % من الصادرات المكسيكية، بغالبيتها من السلع الصناعية والزراعية، ترسل إلى الجارة الشمالية. واستفاد قطاع صناعة السيارات في المكسيك الذي من المتوقع أن يكون مع الزراعة في قلب المناقشات، إلى حد بعيد من سياسة التبادل الحر على حساب نظيره الأمريكي الذي شيد مصانع في المكسيك نظرا لليد العاملة المتدنية الكلفة . أما بين الولاياتالمتحدةوكندا، فالميزان التجاري متوازن نسبيا، غير أن الخلاف يدور حول مشتقات الحليب والنبيذ والحبوب التي تقول واشنطن إن إنتاجها يحظى بمساعدات من الدولة الكندية. صحيح أن الولاياتالمتحدة أجبرت كنداوالمكسيك على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، غير أن الشركاء الثلاثة يجمعون على ضرورة تحديث هذه الاتفاقية التي صيغت من ربع قرن حتى قبل بزوغ عصر الإنترنت.