وسط تسارع وتيرة التهديدات المتبادلة بالحرب وتوجيه ضربات نووية أو عسكرية تقليدية وقائية بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدةالأمريكية، عبر عدد من خبراء الاستراتيجية في الولاياتالمتحدة عن خشيتهم من انزلاق الأزمة المتصاعدة بين الخصمين اللدودين إلى حرب ضروس، لا بسبب الخطابات النارية للرئيس الأمريكي ترامب أو الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون، ولكن بسبب سوء الفهم المحتمل وسط هذه الأجواء المحتقنة أو بسبب أي خطأ ولو بسيط في حسابات الطرفين، خاصة وأن الكثير من الحروب اندلعت عبر التاريخ حول العالم بسبب هذين العاملين رغم أن أحدا لم يكن راغبا في الحرب. فبعد ساعات قليلة من تهديدات كوريا الشمالية برد عملي على العقوبات الدولية ضدها الصادرة من مجلس الأمن، توعد ترامب نظام بيونج يانج بالرد بالنار والغضب إذا هددت مرة أخرى بشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة وهو ما اعتبر البعض أن الخطاب الدعائي لترامب قد يؤدي الى رد فعل كوري شمالي إذا اقتنع النظام الكوري بأنه في خطر وشيك مما يدفعه الى الضعط على الزناد وشن ضربة وقائية للردع ضد الولاياتالمتحدة. وبالفعل ، سارعت بيونج يانج الى الإعلان أنها تدرس بعناية خطة لشن هجمات صاروخية على جزيرة غوام الأمريكية الواقعة غرب المحيط الهادئ ويقطنها نحو 160 ألف نسمة وعشرات الآلاف من الجنود والضباط الأمريكيين. ويقول ريتشارد كاميل رئيس رابطة الحد من الأسلحة، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، "إن ما يجب أن نشهده هو الحوار لخفض التوتر ولتجنب خطأ كارثي في الحسابات" وقالت الصحف الصادرة في العاصمة الأمريكية، إن أجهزة الاستخبارات في الولاياتالمتحدة تعتقد أن بيونج يانج نجحت في تشييد سلاح نووي يمكن تحميله وتثبيته في صاروخ عابر للقارات وهو التحليل الذي وصلت إليه أيضا الحكومة اليابانية التي تراقب تصرفات وتحركات كوريا الشمالية عن كثب. ويشير خبراء عسكريون إلى أن كوريا الشمالية تمكنت بعد اختبارات يوليو الماضي من اجتياز واحدة من العقبات المهمة وهي منظومة دفع متعددة المراحل تدفع بالرأس النووي إلى طبقات الغلاف الجوي قبل أن ينطلق مجددا في اتجاه هدفه المحدد على الأرض. وتقدر الاستخبارات الأمريكية ترسانة كوريا الشمالية بنحو ستين رأس نووية وهو ما يماثل ضعف عدد التقديرات السابقة. لكن عددا آخر من الخبراء يشكك فى قدرات كوريا الشمالية ومدى الصواريخ الحالية وما إذا كانت قد تمكنت من حل المشكلات الخاصة بنظم التوجيه والتحكم للصواريخ. ومع ذلك فهناك إجماع على أن كوريا الشمالية تتقدم بسرعة نحو كونها قوة نووية كاملة. ويزيد من احتمالات خطأ الحسابات ، وجود مواقف وتصريحات متناقضة أحيانا داخل الإدارة الأمريكية ، ففي حين صرح وزير الخارجية ريكس تيليرسون، بأن أمريكا غير مهتمة بالسعي نحو تغيير النظام الكوري الشمالي ، قال مستشار الأمن القومي ماكماستر، انخرط الإدارة الأمريكية تنظر في كل الخيارات المتاحة بما فيها توجيه ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية.