أكد أحدث تقرير للمكتب الفيدرالى للإحصاء فى ألمانيا أن عدد الأشخاص من أصول مهاجرة والذين يعيشون في ألمانيا بلغ 18.6 مليون شخص، وفقا لبيانات العام الماضى ، وهو أعلى معدل لذوى ألأصول المهاجرة فى ألمانيا ، ويعنى هذا ان خمس السكان المقيمين فى المانيا لا يجرى فى عروقهم الدم الأزرق النقى لانهم ينتمون الى اصول مهاجرة غير المانية . وبهذا المعدل تستمر الزيادة المطردة فى عدد المقيمين فى المانيا من ذوى الأصول المهاجرة على مدى السنوات الخمس الماضية ، إلا أن الزيادة فى العام الماضى بلغت معدلا مرتفعا بنسبة حوالى9 % .. وأوضح تقرير مكتب الإحصاء الفيدرالي – والذى حصلت بوابة الأهرام على نسخة منه - ان نسبة الزيادة الكبيرة ترجع الى أعداد اللاجئين الكبيرة التي دخلت البلاد بين عامي 2015 و2016، مشيرا الى أن أكثر من نصف هؤلاء - حوالى 52 % - قد اكتسبوا الجنسية الألمانية واصبحوا مواطنين ألمان . ومن المعروف أن المواطنين الألمان من ذوى ألأصول المهاجرة خاصة المنحدرين من تركيا يلعبون دورا مؤثرا فى الانتخابات الألمانية ويشاركون فى معظم الأحزاب الألمانية . ووفقا لبيانات مكتب الاحصاء الفيدرالى الألمانى لا تزال تركيا بلد المنشأ الأكبر الذي ينحدر منه الأشخاص ذوى الأصول المهاجرة في ألمانيا، تليها دول أوروبية اهمها بولندا وايطاليا ورومانيا والمجر . وبفارق كبير تأتي بلدان من الشرق الأوسط التي منها هاجر نحو مليوني ونصف شخص ممن يعيشون حاليا بصفة لاجئين وارتفعت نسبتهم بحوالى 51 % مقارنة بإحصائيات عام 2011. كما سجل عدد المقيمين فى المانيا المنحدرين من أصول أفريقية زيادة ملحوظة بلغت 46 % فى فترة المقارنة ذاتها . وبلغت الميزانية التى خصصتها الحكومة الألمانية لرعاية اللاجئين وبرامج دمجهم خلال العام الحالى حوالى 20 مليار يورو تتحمل موازنة الولايات والبلديات الجزأ الأكبر منها . وتثير زيادة عدد المهاجرين واللاجئين فى ألمانيا مخاوف ثقافية وديموجرافية لدى كثير من المواطنين الألمان خاصة من المنتمين إلى جماعات أو أحزاب يمينية او يسارية متطرفة مثل حركة بيجيدا – مواطنون اوروبيون ضد أسلمة الغرب - وحزب البديل من اجل ألمانيا والحزب القومى الألمانى، حيث تتضمن برامجها رفض ومناوئة الأجانب خاصة المسلمين . ومن المعروف أن ألمانيا تواجه مشكلة ديموجرافية كبيرة، حيث يزيد عدد السكان من كبار السن عن عدد الشباب ، كما ينخفض بإطراد عدد المواليد الجدد من أبويين ألمانيين مما جعل الهرم السكانى مقلوبا او فيما يعرف بظاهرة المجتمع العجوز .