قال الدكتور أيمن السيد، رئيس الإدارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات "التليمتري"، إن فكرة ابتكار جهاز لقياس رطوبة التربة في الأراضي الزراعية، جاءت في محاولة لتقليل الفجوة بين استهلاك المياه والمصادر المتاحة، وهو ما تعمل حوله الوزارة في اتجاهين، الأول بالبحث عن مصادر مياه غير تقليدية، والثاني ترشيد استخدام المياه. وأوضح رئيس الإدارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات "التليمتري" في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن الهدف من الجهاز، هو استخدام احتياجاتنا الفعلية من المياه في الزراعة، دون نقصان أو زيادة، لافتًا إلى أن الجهاز يعمل على توفير المياه، من خلال حساب كمية المياه الضرورية للنبات، دون إفراط أو تفريط. وأشار السيد، إلى أن استخدام الفلاحين كميات كبيرة من المياه في الري، يؤدي إلى خفض تركيز المغذيات في مياه الري، وبالتالي لا يستفيد منها النبات، بالإضافة على زيادة تكاليف العمالة مع زيادة مدد الري، وكذلك الطاقة المستهلكة في عملية الري، بما يضع عبئًا على الفلاحين، منوهًا بأن قرار ابتكار الجهاز كان الهدف منه، تطبيق القرار الصحيح حول كمية المياه المناسبة، واستخدامها في التوقيت المناسب. وأكد أن تعميم استخدام الجهاز سيعود بالنفع على الفلاح، وكذلك النبات، وتقليل تكاليف التشغيل، الخاصة بالعمالة والطاقة والمياه. وعن فكرة عمل الجهاز، قال رئيس الإدارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات "التليمتري" في تصريحاته ل"بوابة الأهرام"، إنها بسيطة، وتعتمد على فكرة عمل قديمة، وهي عبارة عن، خلية "جلزانية" (معدنين من مادتين مختلفتين موضوعة في وسط موصل للتيار)، وعند توافر هذا الوسط - التربة الزراعية المشبعة بالماء - سيمر تيار بين المعدنين، ليتم حساب هذا التيار على مؤشر وقياسه، لافتًا إلى أن الجهاز لا يحتاج إلى بطاريات للعمل. وأوضح أن للجهاز 3 مؤشرات، عبارة عن 3 ألوان، "الأحمر" للدلالة على جفاف الأرض الزراعية، و"الأخضر" للدلالة على رطوبة التربة الزراعية، و"الأسود" للدلالة على تشبع التربة الزراعية بكمية كبيرة من المياه، مؤكدًا أن الجهاز طوله 50 سم، وهو مناسب لنحو 95 % من المحاصيل التي تُزرع في مصر. ونوه بأن الجهاز الآن في طور التجارب، ويعتمد تعميمه على إقبال الفلاحين على استعماله، وهذا لن يتأتى إلا بزيادة وعيهم حول استخدامه، وما سيعود عليهم من نفع باستخدامه في توفير المياه، وتقليل التكاليف والإجهاد المائي للتربة، فضلًا عن فائدته في تعظيم الاستفادة من وحدة المياه، وخفض تكاليف استخدام الطاقة. وأشار "السيد" إلى أن الجهاز تم عمل 10 عينات منه، وذلك بالإدارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات "التليمتري"، وهي الجهة المنوط بها أعمال الرصد، وتجهيز البيانات عن استخدام المياه وتوزيعها، لافتًا إلى أنه يجري حاليًا تجربة الأجهزة العشرة في هندسات الري المختلفة على مستوى الجمهورية. وحول السعر المتوقع للجهاز، أوضح "السيد" أن سعره قد يصل إلى نحو 100 جنيه، وهي قيمة مناسبة للفلاح، وتغطي تكلفة إنتاج الجهاز، المكون من "سيخ" نحاسي مجوف بطول 50 سم، في أخره مثبت قطعة من "الزنك" - ما توضع بالأرض- وأخره سلك يتم توصيله إلى مؤشر، وهو ما يعطي القراءة عن حالة تشبع التربة الزراعية بالمياه. وعن المشكلات التي تواجه تعميم استخدام الجهاز، قال رئيس الإدارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات "التليمتري" ل"بوابة الأهرام"، إننا نواجه مشكلة تصنيع، لجهاز سيوفر كميات كبيرة جدًا من المياه، التي تحتاجها مصر، بالإضافة إلى مساعدة الفلاحين، بتخفيض تكاليف الري والعمالة والطاقة. ووجه "السيد" دعوة للمصريين الشرفاء، من رجال الأعمال، ورجال التصنيع، وداعمي البحث العلمي، والمنادين بتمصير العلوم، بدعم تصنيع الجهاز وتعميمه على الفلاحين، خاصة وأن تكاليفه بسيطة، وليست معقدة. وحول ربط البيانات الصادرة عن أجهزة قياس المياه بالتربة بشبكة على الإنترنت، قال: إنه لتفعيل ذلك، يجب تطوير نُظم الري بالجمهورية أولًا، ثم تبدأ مرحلة تطوير الجهاز، لتسجيل بياناته مباشرة على شبكة مركزية على الإنترنت، وهي المرحلة المقبلة في تطوير الجهاز.