أطلق البابا بندكتس السادس عشر موقفاً استثنائياً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إذ اعتبر أن استخدام الواقيات الذكرية قد يكون "خياراً مقبولاً على الصعيد الأخلاقي في بعض الحالات"، وذلك لوقف انتشار مرض نقص المناعة "الإيدز"، في خطوة متقدمة عن الموقف التقليدي للكنيسة، التي تعارض بشكل حازم استعمال موانع الحمل. وجاء موقف البابا في مقابلة مع مؤلف كتاب سيصدر الأسبوع الحالي، تحدث خلالها عن استخدام الواقيات الذكرية في حالات بيع الهوى. وقال البابا: "قد يكون هناك حالات فردية يبرر فيها استخدام الواقيات، مثل استعمالها خلال الممارسات الجنسية كخطوة أولى باتجاه التوبة، وكدليل على الشعور بالمسئولية لإعادة إنتاج الوعي بضرورة أن يدرك الناس بأنهم لا يستطيعون القيام بكل ما يرغبون به." ونقلت شبكة السي ان ان الأمريكية عن صحيفة الفاتيكان الرسمية مقتطفات من الكتاب الذي يحمل عنوان "نور العالم: البابا والكنيسة وعلامات الحاضر،" وهو من تأليف الصحفي الألماني بيتر سيولد. من جانبه، قال جيمس مارتي، وهو قس إحدى كنائس مدينة نيويوركالأمريكية، ومؤلف مسيحي معروف: " إن أهمية موقف البابا ينبع من أنه يتحدث عن حالات استثنائية، بينما لم يكن هناك أي استثناء في السابق، وهذا تطور ملحوظ." أما جون ألان، محلل سي إن إن المتخصص بشئون الفاتيكان، فقال إنه يجب التعامل بحذر مع تصريحات البابا، لأن الموقف الذي عبّر عنه قد لا يتحول بالضرورة إلى قرار كنسي رسمي، ولكنه يعكس بالتأكيد مرونته حيال قضية تنظيم النسل التي تعارضها الكنيسة. ولفت ألان إلى أن الكتاب لم ينشر بعد، وبالتالي فإن تصريحات البابا قد تكون متعلقة باستخدام الواقيات الذكرية في حالات اللواط وبيع الهوى بين الذكور، وهذا لا يتعارض بالتالي مع قضية تحديد النسل. وكان البابا قد تطرق في جولته بأفريقيا عام 2009 إلى مشكلة انتشار مرض "الإيدز" ، فقال إن مواجهة هذا الأمر لا يكون عبر توزيع الواقيات الذكرية، محذراً من أن توزيعها "قد يكون له آثار عكسية لتفاقم المشكلة" باعتبار أنها تشجع على ممارسة الجنس.