عشية بدء فعاليات قمة العشرين الكبار، غدًا الجمعة فى مدينة هامبورج الألمانية تشهد المدينة، إجراءات أمنية غير مسبوقة، مع إغلاق شوارع رئيسية بالمدينة ، واحتلت قوات الشرطة والجيش الألمانى أسطح المبانى فى الطرق المؤدية لمكان انعقاد قمة العشرين، وبين لحظة وأخرى تحلق المروحيات فى سماء المدينة لتصم بضجيجها الآذان. فيما انتشرت مجموعات من شتى أنحاء العالم من أعضاء المنظمات المناهضة للعولمة فى معظم ميادين هامبورج رافعة لافتات بعدة لغات مكتوب عليها مرحبا بكم فى الجحيم !!، وشرعت منذ أيام قبيل انعقاد القمة فى تنظيم مظاهرات مزعجة لرجال الأمن وكذلك لسكان المدينة التى هرب كثير منهم إلى مدن ألمانية أخرى مجاورة أو حتى خارج ألمانيا للنأي بأنفسهم بعيدا، عن هذا الصخب والإزعاج المصاحب لقمة الكبار. جهاز الاستخبارات الداخلية الالمانى – هيئة حماية الدستور- حذر بشدة من قيام بعض عناصر المجموعات المناهضة للعولمة المتواجدين فى هامبورج بارتكاب أعمال عنف وتخريب، حيث رصد مشاركة أكثر من 3 ألاف من العناصر الخطيرة في المظاهرات المناهضة لقمة الكبار فى هامبورج.. فيما بدأت المستشارة أنجيلا ميركل فى استقبال ضيوفها الكبار الأكثر إثارة للجدل فى العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب – والذى وصل إلى مدينة هامبورج - والرئيس الروسي بوتين والرئيس التركى رجب طيب أردوغان. ووسط تصاعد موجات الاستقطاب فى العالم وزيادة حدة النزاعات الإقليمية فى الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية ودعوات الانغلاق والحمائية والتراجع عن حرية التجارة العالمية فهل تنجح الزعامة الألمانية لقمة الكبار فى الخروج بأدنى حد ممكن من التوافقات لإنقاذ العالم من الدخول فى مرحلة جديدة من الصراعات الدولية والإقليمية والحيلولة دون التخلى عن مبدأ حرية التجارة العالمية والمنافسة العادلة وما يترتب على ذلك من تداعيات سلبية على مستقبل النمو الاقتصادى العالمى؟. وزير التنمية الألماني جيرد مولر، استبق أعمال القمة معبرا بوضوح عن الآمال التى تعقدها ألمانيا على القمة حيث ناشد دول مجموعة العشرين "جي20" التضامن مع وقال الوزير الألماني اليوم الخميس: "بحاجة للمزيد من السلام والمزيد من العدالة". مشددا على ضرورة إصدار هذه الرسالة من قمة العشرين وقال: "يمكن لدول مجموعة العشرين الأقوياء وضع إطار لذلك". ودعا مولر لإنهاء الحرب في سوريا، مشددا أيضا على ضرورة إنهاء "الدراما في جنوب السودان التي يواجه بها ملايين الأشخاص (خطر) الموت جوعا". ولم ينس الوزير الألمانى أهمية وقف عملية إفقار الفقراء وزيادة غنى الأغنياء حيث قال: "لا يمكن أن يستمر التباعد بين الغنى والفقر"، مشيرا إلى أن هناك حاجة للمزيد من الاستثمارات في التعاون التنموي من أجل وقف الحروب والنزاعات، وقال: "زيادة الأسلحة ليست الحل، وإنما المشكلة". وعقب استقبالها الرئيس ألأمريكي دونالد ترامب منذ قليل قالت المستشارة ألألمانية أنجيلا ميركل والتى تتولى رئاسة مجموعة العشرين حاليا : انها تمثل في القمة، المصالح الألمانية والأوروبية وذكرت أنها ستفعل كل ما في وسعها " للتوصل إلى حلول وسط، من أجل إيجاد إجابات على الأسئلة المهمة بالنسبة لتشكيل العولمة"، موضحة أنها لن تتستر على القضايا الخلافية خاصة مع الرئيس ترامب حول حرية التجارة العالمية وحماية المناخ . وذكرت ميركل، أن المواضيع الأساسية لقمة العشرين، لا تزال كما كانت، وهي تطوير الاقتصاد العالمي وتنظيم الأسواق المالية وتجارة حرة وعادلة وحماية المناخ. كما أعربت عن أملها في أن تتوصل الجلسة الأولى للقمة غدا إلى نتائج فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب الدولي.مشيرة الى انه اذا ما تم مناقشة المشكلات الدولية مع النية فى التوصل لحلول فان الجميع يمكن ان يخرجوا فائزين . هذه هى الآمال التى تعقدها الرئاسة ألألمانية على قمة هامبورج للعشرين الكبار، ولذلك فقد وضعت ألمانيا أجندة متكاملة لانجاح القمة والخروج منها بأدنى التوافقات للحيلولة دون دخول العالم فى أزمة اقتصادية جديدة نتيجة التوجه نحو الحمائية والتخلى عن حرية التجارة العالمية وقواعد المنافسة العادلة، وتتضمن ألأجندة ألألمانية التى أعلنت عنها الحكومة ألألمانية ألالتزام بمواصلة عملية تبادل الرأي في المجالات التي تم بالفعل الاتفاق عليها: بالنظر إلى الوضع الاقتصادي العالمي ينبغي التركيز على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية وسياسات الاقتصاد الكلي مع التأكيد بشكل خاص على مرونة الاقتصاديات المحلية، وتواصل ألمانيا بالإضافة إلى ذلك التعاون فيما يتعلق بالشئون المالية والضريبية الدولية والعمالة والتجارة والاستثمار. والهدف هو تعزيز الاستقرار ومرونة الاقتصاديات. وعلاوة على ما سبق تعمل ألمانيا على التعاطي مع التحديات العالمية المتغيرة، ألمانيا تريد أن تساهم في تحسين الاستدامة داخل مجموعة العشرين وخارجها خلال فترة رئاستها. لهذا ينبغي على مجموعة العشرين أن تساهم في تحقيق أهداف جدول أعمال عام 2030 واتفاقية باريس للمناخ. تريد ألمانيا مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه الرقمنة وإيجاد حلول لها. وتريد أيضا مناقشة المفاهيم الخاصة بالاستدامة في المناخ والطاقة، وكذا تطوير المفاهيم المتعلقة بتعزيز وضع المرأة. كما تولي ألمانيا من خلال رئاستها لمجموعة العشرين اهتماماً خاصاً بموضوع الرعاية الصحية، وتستهدف إدارة الأزمات الصحية، وتعزيز النظم الصحية ومقاومة المضادات الحيوية. ألمانيا تريد تعزيز دور مجموعة العشرين كمجتمع مسئول. ومن أجل هذه الغاية فإن ألمانيا تتطلع إلى أن تركز مجموعة العشرين على إمكانية منع الفرار والتشريد والنتائج الاقتصادية المترتبة عليها، ومواصلة معالجة قضية الهجرة والحفاظ على جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب الدولي وغسل الأموال والفساد. وتعتزم المستشارة الألمانية (بالتعاون مع شركائها الأفارقة وغيرهم) تطوير منهج التقدم الاقتصادي المستدام في إفريقيا.. وأخيرا تعتزم ألمانيا مناقشة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي والزراعة مع التركيز بشكل خاص على المياه