بابا الفاتيكان: لو كنت أعلم إنكار الأسقف ويليامسون للهولوكوست لما عفوْت عنه

قال البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان: إنه لم يكن ليرفع الإقصاء الكنسي عن الأسقف البريطاني ريتشارد ويليامسون، لو أنه كان يعلم بإنكاره للمحرقة التي أقامها النظام النازي في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية لليهود (الهولوكوست).
وقال البابا، في حديث مطول تضمنه كتاب للمؤلف الألماني بيتر زيفالد: بعنوان "نور العالم" تتناوله مجلة "فوكوس" الألمانية الصادرة غدا الاثنين "لو أني كنت أعرف أن ويليامسون ينكر وجود غرف الغاز لما كنت عفوْت عنه".
وانتقد البابا رد فعل المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الغاضب تجاه قرار عفوه عن ويليامسون قائلا: إن ميركل لم تُحَط علما بأنه أعلن مجددا قبل وقت قصير من عفوه عن ويليامسون أن أي إنكار أو تهوين للهولوكوست هو "أمر غير مقبول".
كانت العلاقات قد توترت بين اليهود والكنيسة الكاثوليكية في أعقاب عفو البابا عن أربعة أساقفة من جماعة القديس بيوس من بينهم ويليامسون، الأمر الذي جعل الحاخامية الكبرى لإسرائيل تعلن قطع العلاقات رسميا مع الفاتيكان.
يذكر أن كتاب "نور العالم" الذي يعتبر حديثا مطولا للبابا أجراه معه المؤلف الألماني زيفالد سيتم تقديمه بعد غد الثلاثاء.
وكان الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيجل" الألمانية ذكر أمس، السبت، أن الأسقف اختار محاميا يمينيا متطرفا للدفاع عنه بعد انسحاب محاميه من القضية.
وقالت المجلة، التي تصدر غدا: إن المحامي الجديد الذي اختاره الأسقف ويليامسون للدفاع عنه ويدعى فوفرام نارات، ينتمي إلى الحزب القومي الديمقراطي (إن بي دي) وهو حزب يميني متطرف يتبنى أيديولوجية قريبة الشبه بأيديولوجية حزب الزعيم النازي أدولف هتلر القومي الاشتراكي.
كان ويليامسون قد أنكر في مقابلة تلفزيونية مع قناة سويدية أجريت معه العام الماضي الإبادة المنهجية من قبل النازيين بحق ملايين اليهود، كما أنه أنكر وجود غرف للغاز في معتقل أوشفيتز خلال الحكم النازي، وقال إن عدد الضحايا اليهود في تلك الحقبة لم يتجاوز ما بين 200 ألف إلى 300 ألف شخص،
ولما كان إنكار المحرقة مجرّما في القانون الألماني، فقد تم تحريك دعوى قضائية ضد ويليامسون بسبب إقامة المقابلة داخل ألمانيا.
وكانت محكمة ريجنسبورج أصدرت حكما في أبريل الماضي يقضي بإلزام ويليامسون بدفع غرامة مالية بقيمة عشرة آلاف يورو، وهو الحكم الذي قام دفاع الأسقف باستئنافه.