لا يعرف سكان جزر المالديف ديانة غير الإسلام، حيث إن إجمالي عدد سكانها الذي يقدر ب 309 ألف يدينون بالإسلام، وينحدر غالبيتهم من أصول هندية وسيرلانكية، فهى من البلاد القليلة جدًا بعد الحرمين الشريفين التي لا تقع عيناك فيها إلا على مسلم. وما لا يعرفه الكثيرون عن المجتمع المالديفي أنه يحترم الدين الإسلامي ويقدم أحكامه ونصوصه على أي نصوص, ويتمتع أهل العلم والعلماء بمكانة خاصة جدًا عند أهل هذه الجزر . ومع بدايات شهر شعبان يبدأ المالديفيون استعداداتهم لاستقبال شهر رمضان، ويتم إعلان رؤية هلال شهر رمضان الكريم من خلال مفتي الدولة بعد مراقبته من قبل اللجنة المتخصصة، فتتغير ملامح الشوارع لتكتسي طابعًا روحانيًا مميزًا، من خلال إشعال المصابيح في المساجد والسهر على السواحل حتى في انتظار أذان الفجر ومن ثم نسمات الصباح. طقوس رمضان في المالديف تشبه كثيرًا طقوسه في سائر البلدان العربية والإسلامية، فهم يعرفون المسحراتي بوظيفته وشكله التقليدي، وكذلك مدفع الإفطار. وفي رمضان يتم تقليص عدد ساعات العمل، وتنشط حركة التسوق وزيارة العائلات، إضافة إلى الخصومات التي تقدمها الشركات والمؤسسات والتجار ابتهاجًا بالشهر الفضيل. السلوكيات الإسلامية تبدو واضحة على سطح الحياة العامة في الشارع المالديفي خلال الشهر الكريم، فينتشر الحجاب وتغلق المطاعم نهارًا، وتنقطع الحياة عن الصخب عند الإفطار، ولا يمكن لأحد المجاهرة بالفطر فيه. تتنوع المائدة الرمضانية المالديفية بشكل يجعلها شهيّة ومفيدة في آن واحد، فالمطبخ المالديفي ماهو إلا مزيج من المطبخين العربي والهندي، وبحكم طبيعة البلاد المتكونة من جزر تحيطها مياه البحر من كل اتجاه فإن المطبخ المالديفي يعتمد كثيرًا على الأسماك والتونة. ومن أشهى أصناف المأكولات البحرية في المالديف فطائر "الباجياو" و فطائر "الماسروشي" إضافة إلى كرات السمك، أما الشوربة التي لا تخلو منها أبدًا مائدة الفطار في المالديف فهي أيضًا تتأثر بالنكهات البحرية من خلال حساء "الجاروديا"، وهناك العديد من الحلويات الشهية التي ربما تكون كعكة "الفونيبواكا" المصنوعة من الطحين أشهرها في شهر رمضان. عرفت المالديف الإسلام مع مطلع عام 548 ه على يد تاجر مغربي يسمى بأبي البركات البربري كان حافظا للقرآن الكريم دارسا لمعانيه، تمكن من نشر تعاليم الإسلام السمحة بين سكان الجزر التي سحرت العالم بجمال طبيعتها. وتجاوب الشعب المالديفي كله مع دعوة الإسلام - حكومة وشعبًا- فاعتنق الملك آنذاك " ماهاكا لامنجا " الإسلام وأطلق على نفسه اسم" محمد بن عبد الله" تيمنًا باسم رسول الله، وطلب من الدول الإسلامية قوافل لنشر الوعي الديني واللغة العربية بين سكان الجزر الأخرى .