قال سفير جورجيا بالقاهرة، ألكسندر نالباندوف، أن العلاقات الثنائية المصرية - الجورجية ظلت تتطور باستمرار على مدى هذه السنوات ال25 في اتجاه التعاون ذي المنفعة المتبادلة في مختلف المجالات، مؤكدًا أن مصر، من أوائل البلدان في الشرق الأوسط وإفريقيا التي اعترفت باستقلال بلاده، في 11 مايو 1992،لافتًا إلى أنه لم يكن مستغربا أن مصر كانت أول بلد عربي فتحت فيه جورجيا سفارة كاملة عام 1998. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السفير، اليوم الخميس، للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية قام خلالها السفير بتقطيع تورتتين أعدهما خصيصا للاحتفال بهذه المناسبة، حيث عبر عن سعادته للعمل في مصر وتوقع أن تشهد العلاقات المزيد من التعاون بمجالات عديدة. كما كشف عن زيارة قريبا من المقرر قيام وزير خارجيته بها للقاهرة.. وقال السفير، إنه لشرف عظيم ومسؤولية كبيرة له أن يمثل بلده في مثل هذه الدولة القوية والمؤثرة مثل مصر، وأشار بشكل خاص إلى أنه يعتبر أن منصبه الحالى فرصة رائعة للمساهمة فى تعميق التعاون بين البلدين الصديقين فى مختلف المجالات،وزيادة تكثيف الاتصالات البشرية التى ترفع الوعي حول جورجيا وحياتها وتقاليدها وثقافتها والعكس بالعكس. وذكر أن الجانب الجورجي، بصفته صديق مصر، يرغب في أن تنفذ الإصلاحات في هذا البلد بأكثر الطرق كفاءة، وأن تتحول إلى "قصة نجاح" وأن تحقق الرخاء للشعب المصري، وفي هذا السياق، شدد على تجربة جورجيا لعملية تحول واسعة النطاق لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والتغلب على الفساد، وتهيئة بيئة ودية للأعمال التجارية والاستثمارات، وخلق فرص العمل والتغلب على الفقر. وشدد السفير على أن الجانبين، ملتزمان بتطوير التعاون في جميع الميادين ذات الاهتمام المشترك،على خلفية العلاقات الممتازة على الصعيد السياسي وفي هذا الصدد، تعلق أهمية خاصة على تبادل الزيارات الثنائية الرفيعة المستوى، فعلى سبيل المثال، دعا رئيس برلمان جورجيا مؤخرا نظيره المصرى علي عبد العال لزيارة بلدنا، ويحدونا أمل كبير في أن نشهد في المستقبل القريب تطورات إيجابية جدا في هذا الصدد. وقال أن حجم التجارة بلغت بين مصر وجورجيا 19 مليون دولار، أي بزيادة 129٪ عن عام 2015، وفي عام 2016، ارتفعت صادرات جورجيا إلى مصر بشكل ملحوظ إلى أكثر من 15 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، استوردت جورجيا منتجات مصرية تبلغ قيمتها نحو 4 ملايين دولار.ويوجد حاليا عدد من الأمثلة على الأنشطة التجارية الناجحة التي قامت بها الشركات المصرية في جورجيا، بما في ذلك بالتعاون مع الشركاء الجورجيين، على سبيل المثال، في عام 2016، بلغ إجمالي عدد الشركات المسجلة في جورجيا، بمشاركة العاصمة المصرية، 1.688 شركة، من بينها 1.557 منشأة تم تأسيسها من خلال الاستثمارات المصرية، كما تم إنشاء 56 مشروعا مشتركا من قبل الجانب المصري والدول الثالثة. وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي في مجال السياحة، أكد السفير أن مصر من بين الوجهات السياحية الأكثر شعبية بالنسبة لبلاده، حيث بلغ عدد الجورجيين الذين زاروا مصر أكثر من 15 ألفا في عام 2015، ومن ناحية أخرى، أكثر من 6 آلاف سائح من مصر - بزيادة 161٪ عن العام السابق. وبمناسبة العلاقات الجورجية المصرية الممتازة، اغتنم السفير هذه الفرصة ليؤكد مجددا امتنان مصر الثابت لسيادة جورجيا وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليا، ولفت انتباه الصحفيين إلى القرار العادي الذي اتخذته جورجيا والذي يتناول وضع المشردين داخليا واللاجئين من منطقتي أبخازيا وجنوب أوسيتيا الجنوبية في جورجيا، الذي سيعاد طرحه في إطار الدورة الحادية والسبعين الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1 يونيه 2017. وأكد السفير أنه منذ عام 2008، عندما وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذه الوثيقة للمرة الأولى، أظهر المجتمع الدولي تأييده المتزايد للقرار: ففي عام 2016 (انقضت الجمعية العامة للأمم المتحدة) كانت نتيجة التصويت 76 : 15، في حين اعتمد القرار في عام 2008 بأغلبية 14 صوتا، مشيراً إلى أن القرار له أهداف إنسانية بحتة ولا يستهدف أي جزء منه.