إياك أن تذهب لشراء بطيخة دون أن تحمل الموبايل.. وتتأكد من أن شحنه تمام.. في الماضي كنت تذهب إلى سوق الخضار والفاكهة لتشتري البطيخة.. الأحوال تبدلت كما يقول يغنى أحمد شيبة .. المكان الحقيقي في المستقبل لبيع وشراء البطيخ سيكون أسفل محطات المحمول.. لأن البطيخ من الآن فصاعدا ارتبط بالتكنولوجيا.. وذلك بعد أن تم اختراع تطبيق إلكتروني جديد لمعرفة حالة البطيخة «حمرا.. ولا قرعة» من خلال تحليل الأصوات.. وذلك بعد النقر على البطيخة.. ثم وضع المحمول على البطيخة في أثناء النقر.. فتظهر لك موجات تخبرك أن «البطيخة حمرا» لتبادر بدفع ثمنها وحملها وأنت في غاية السرور.. أو «البطيخة قرعة» لتتركها.. وتجرب واحدة أخرى.. أو أن تنصرف لحال سبيلك..الفكرة الجديدة ستلهم البائع نفسه لكي يحمل الموبايل ويذهب إلى سوق الجملة ويفرز البطيخ. فشلت وزارة التموين في إنصاف المستهلك.. والحد من ارتفاع الأسعار.. وبات لزامًا عليها أن تجبر باعة البطيخ بالسماح للمواطن بتطبيق اختبار بالموبايل.. حتى لا تضيع فلوس الناس هباء.. كما يحدث عند شراء الكثير من السلع والمنتجات. أسعار البطيخ نار.. لا يقوى على الشراء إلا القادرون.. قريبًا قد يعلق باعة البطيخ لافتات عليها عبارة «تشترى بطيختين.. تحصل على الثالثة مجانا».. ولأن أغلب الناس لا تقدر على ذلك قد يكون في الإعلان تشجيع «تشتري بطيختين.. تحصل على موبايل مجانًا». يجب أن تكون التعليمات مشددة من جهاز حماية المستهلك بحظر بيع البطيخ إلا لمن يحمل الموبايل.. مع توفير شاحن بجوار البائع ليسهل المهمة.. إذا انتهى شحن الموبايل. فى الماضى كان البائع ينادى «على السكين.. يا بطيخ».. الآن ينادي «على الموبايل يا بطيخ».. وشركات بيع أجهزة المحمول تنتهز الفرصة.. وتعلن ضمن مزايا الجهاز الكشف عن «البطيخة الحمرا». وماذا يفعل البائع الغشاش الذي كان يتعمد الغش.. ويبيع البطيخ الأبيض الذي لا يختلف كثيرًا عن لون اللفت.. بالطبع سيلجأ لتخفيض سعر البطيخ.. مقابل ألا تستخدم الموبايل في أثناء الشراء.. نجحت التكنولوجيا في أن تنصف المشتري حتى لا يقع فريسة لباعة البطيخ الأقرع .. ولكن كتالوج غش المواطن المصرى سيظل مستمرا.. فالباعة سيرفعون سعر البطيخ.. في أسواق ليس فيها ضابط ولا رابط.. فمن يصدق أن سعر البطيخة يقترب من ستين جنيهًا.. ستجد من يقول لك.. ولا يوم من أيام البطيخ على السكين بأسعار زمان.. وما الذي فعلته لنا التكنولوجيا.. حتى لو سمح بائع البطيخ للزبون باستخدام المحمول للكشف عن البطيخة.. وحتى لو نجح الزبون في اختيار بطيخة حمرا .. سينجح البائع في خداعه وتغيير البطيخة بالفهلوة.. ليعود الزبون إلى منزله بالبطيخة القرعة.. وعندما يذهب للبائع سيقول له البائع العيب على المحمول .. ففي بلادنا الغش حتمي.. والضحك على الزبون مكتوب على الجبين.. ولازم تشوفه العين. أسواق مصر التي تحكمها البلطجة.. وكل شيء بالذراع والفتونة.. أتحدى أن يذهب مواطن ليشتري بطيخة ويطبق برنامج المحمول.. سيسمع ما يكره من البائع.. وقد يلقنه البائع علقة موت.. نعم علقة موت.. لأننا في بلد ليس فيها تسعيرة.. ولا حتى عُرف في عمليات البيع والشراء.. ولا يوجد منتج يدون عليه السعر.. وسمعنا مرارًا وتكرارًا أن كتابة السعر على المنتج سيكون قريبًا.. ومن يدري فقد تنجح وزارة التموين في كتابة أسعار المنتجات على كل السلع .. بما فيها البطيخة.. لتجد ورقة على البطيخة مكتوبًا عليها السعر.. ومكتوبًا عليها أيضًا من حقك أن تكشف على البطيخة بالمحمول.. لأننا في بلد يحترم الزبون. ويا عزيزى المواطن.. إذا كنت قد عانيت من نار الأسعار.. نقول لك «مبروك بطيختك حمرا».