" صناعة التحرير" كتاب جديد ينفي أن تكون الكتابة الصحفية إبداعًا و"هبة" فنية

صدر أخيرًا عن مركز الأهرام للنشر والترجمة، كتاب جديد للكاتب الصحفي وباحث الدكتوراة، محمود حامد الشريف، يركز من خلاله على ما وصفه ب "صناعة التحرير" الصحفي، مشتبكًا بذلك مع من يرون أن التحرير علمًا أو فنًّا، مؤكدًا كونه (صنعة) يمكن احترافها، ويمكن أيضًا تدريسها.
ويوجه المؤلف كتابه شرائح من القرّاء تبدأ بالمحررين وتنتهي بالمدونين مرورًا بالكتّاب وشباب الإعلاميين والمتقدمين لاختبارات المحررين بالأمم المتحدة والباحثين عن مهنة في مجال التحرير.
ينقسّم الكتاب إلى خمسة فصول، ويدور الفصل الأول حول ماهية التحرير الصحفي، واضعًا عدة مبادئ أساسية ينبغي على المحرر المبتدئ إذا أراد أن يصير نحريرًا من النحارير أن يحققها في النص؛ فيجعل منه نصًّا ميسور الفهم ممتعًا في قراءته، واعتبرها مبادئ عالمية لا تخص لغة دون سواها: الاتساق؛ السلامة اللغوية؛ البلاغة (الإيجاز)؛ الفصاحة ؛ الدقة وتفادي اللبس .
وفي الفصل الثاني "تحرير النصوص العربية" .تناول ست عشرة خطوة متبعة في تحرير النصوص العربية وكذلك المترجمة؛ كما أشار إلى ذلك في الفصل الثالث ( تحرير النص المترجم ) تبدأ بقراءة النص قراءة وهلية وتنتهي بقراءته قراءة أخيرة قبل الاعتماد للنشر مرورًا بخطوات جديرة حقًّا بالاطلاع، ولم يفت الكاتب أن يقدم من خلال هذا الفصل نماذج عملية.
أما الفصل الثالث "تحرير النص المترجم" . فقد ناقش فيه انحرافات المترجمين عن الإنشاء الأصيل رادّا ذلك إلى سيطرة النص بمفرداته المعجمية وبنيته التركيبية على عقلية المترجم، وأنه على المحرر الانتباه لهذا؛ ثم أردفه بالتحرير في سياق الأمم المتحدة.
وتناول الفصل الرابع الأخطاء أنواعها وتصويبها؛ بالموضوع الأثير لكل من عالج الكتابة ألا وهو سقطات الكتّاب وقضية التصحيح اللغوي، وقد وصف الكاتب فصله هذا في مقدمته بأنه: "يُعَدّ نواة لوضع دليل تحرير"، ولم يزعم أنه دليل شامل؛ "فدليل التحرير ما ينبغي أن يضعه امرؤ بمفرده بل تضعه هيئة تحرير"، وهذا ما أكد عليه في نهاية الفصل.
وفي الفصل الخامس "الكتابة الإبداعية والكتابة الوظيفية" يلفت المؤلف النظر سؤال يدور في أروقة الورش الأدبية، هو "هل يمكن تعلم الكتابة الإبداعية؟"
وفرق بين الكتابتين، وأجاد في سرد أنواع الكتابة الوظيفية عارضًا لبعض النماذج لها وللكتابة الفنية على حد سواء، ولم يفته أن يقدم جملة من المهارات اللغوية يرى حتمية تنميتها لمن يمتهن الكتابة .
محمود الشريف، محرر بمركز الأهرام للترجمة والنشر جريدة الأهرام، باحث دكتوراة لغويات وإعلام، ويعمل مدرس مساعد ترجمة ولغويات بقسم دراسات اللغة العربية والترجمة الجامعة الأمريكية بالقاهرة.