يخوض 7 مرشحون من شباب "ثورة 25 يناير"، المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب، فى مسعى لتعزيز تمثيلهم الرمزى فى البرلمان، بعدما نجح رفاقهم مصطفى النجار (حزب العدل) وزياد العليمى (حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى – قائمة تحالف "الكتلة المصرية") فى الاستحواذ على مقعدين، واقترب خالد السيد (فئات) مرشح "ائتلاف شباب الثورة" على رأس قائمة تحالف "الثورة مستمرة"، من حسم المقعد الذى حصل عليه التحالف فى المرحلة الأولى عن الدائرة الرابعة بالقاهرة، لصالحه فى حال أثبتت النتائج الإجمالية للقوائم على مستوى الجمهورية عدم الحاجة لأن يكون الفائز بهذا المقعد من العمال والفلاحين حفاظا على النسبة الدستورية (50 فى المائة على الأقل). وتتوزع انتماءات المرشحين السبعة – الذين تتراوح أعمار أغلبيتهم بين 27 و34 عاما – على حركة "6 إبريل – الجبهة الديمقراطية"، و"ائتلاف شباب الثورة" و"حزب التيار المصرى" - الذى أسسه شباب جماعة الإخوان المسلمون - والأخيران يخوضان الانتخابات ضمن تحالف "الثورة مستمرة". ويخوض خمسة من بين هؤلاء الشباب، الانتخابات تحت مظلة "الثورة مستمرة" هم: عبد الرحمن هريدى وإسلام لطفى وخالد تليمة على مقاعد الفردى – فئات بدوائر الجيزة الثالثة والرابعة والخامسة على الترتيب، ومعاذ عبد الكريم (قائمة – الدائرة الأولى بالجيزة)، وياسر الرفاعى (قائمة – الدائرة الأولى بالشرقية)، فيما ترشح كل من طارق منير وعمرو عز (القياديان بحركة 6 إبريل - الجبهة الديمقراطية) بصفة مستقل وبمعزل عن الحركة على مقعدى الفردى – فئات فى الدائرتين الثانية والثالثة بالجيزة على الترتيب. ويضم تحالف "الثورة مستمرة" إلى جانب "ائتلاف شباب الثورة" و"التيار المصرى"، أحزاب "التحالف الشعبى الاشتراكى"، و"الاشتراكى المصرى"، و"التحالف المصرى"، و"مصر الحرية"، و"المساوة والتنمية". ويواجه المرشحون السبعة معركة غير متكافئة، أمام جملة من التحديات المشتركة أبرزها الضعف الشديد فى التمويل فى مواجهة جماعات "الإسلام السياسى" التى تنفق بإفراط على حملات دعاية منظمة لأحزابها، وهو التحدى الذى يعززه اتساع الدوائر الانتخابية وضعف الوعى السياسى وارتفاع نسبتى الأمية والفقر. "إحنا شباب لدينا طاقة وجهد، لكن إمكانياتنا المادية محدودة، وأخطر حاجة بتواجهنا هى صراع المال"، يقول معاذ عبد الكريم (صيدلى – 28 عاما) عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة وأحد مؤسسى حزب "التيار المصرى". ويضيف عبد الكريم العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمون، بنبرة ساخرة "السلفيون يشترون البرسيم ب 65 جنيها ويبيعونه ب 25 جنيها للفلاحين فى قرى الجيزة"، إلى جانب توزيع رشاوى انتخابية "زيت ولحم ودقيق وزيت وأكياس سكر مطبوع عليها عبارة "الحرية والعدالة"، تحت مسمى "هدية و"بيقولوا أكلوا الجعانين". "تحالف مش لاقى ياكل"، بهذا الوصف ينعت إسلام لطفى - (محامى بالاستئناف العالى 33 عاما) وكيل مؤسسى حزب "التيار المصرى" عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة - تحالف "الثورة مستمرة" الذى يخوض الانتخابات تحت مظلته، ويشتكى لطفى من استحالة الدعاية فى دائرة مترامية الأطراف، بقوله "مش عارف أعمل دعايا فى الواحات"، وهى الرواية التى يعززها ياسر الرفاعى (ماجستير إدارة أعمال – 42 عاما) العضو الفاعل بحركة "شباب من أجل العدالة والحرية (عضو ائتلاف شباب الثورة)"، بقوله "لا توجد لافتة واحدة لقائمة الثورة مستمرة فى الدائرة الأولى بالشرقية، وكل ما أنفقناه 18 ألف جنيه فقط على منشورات دعائية متواضعة". وتشهد الدائرة الثالثة بالجيزة (إمبابة – الدقى - العجوزة)، واحدة من أهم مفارقات الجولة الثانية لانتخابات مجلس الشعب، إذ يتواجه الرفيقان فى ائتلاف شباب الثورة عمرو عز (محام 28 عاما) أحد مؤسسى حركة 6 إبريل (مستقل)، وعبد الرحمن هريدى (محامى 34 عاما) أحد مؤسسى حزب "التيار المصرى" (مرشح الثورة مستمرة)، على مقعد الفئات بالدائرة، والذى يحتدم عليه الصراع بين المرشح المستقل الدكتور عمرو الشوبكى عضو المجلس الاستشارى لحزب "العدل" والذى أعلنت الكتلة المصرية عن مساندته، والدكتور عمرو دراج مرشح حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، بعدما أعلن الشيخ محمود شحاتة المدعوم من التيار السلفي، عن تنازله لدراج. ويجد إسلام لطفى العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمون ، نفسه فى معركة بالغة الصعوبة مع محمد عبد المنعم الصاوى مرشح "التحالف الديموقراطى" الذى يقوده حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمون، على مقعد الفئات فردى بالدائرة الرابعة بالجيزة (الأهرام - كرداسة - أول وثان أكتوبر - الشيخ زايد – الواحات). أما خالد تليمة (صحفى بجريدة الأهالى 27 عاما) عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، فيخوض منافسة شرسة أمام المهندس محمود عامر مرشح حزب "الحرية والعدالة"، والدكتور عماد الحلبى مرشح حزب "النور" السلفى، على مقعد الفئات – فردى بالدائرة الخامسة بالجيزة (أوسيم – منشأة القناطر - الوراق)، فيما يواجه طارق منير (معيد بكلية الهندسة – 30 عاما) مسئول العمل الجماهيرى بحركة "6 إبريل – الديمقراطية"، جمال عشرى مرشح "الحرية والعدالة" والشيخ ناصر عودة مرشح "النور" على مقعد الفئات بالدائرة الثانية بالجيزة (بولاق الدكرور – العمرانية – الطالبية). وعلى قائمة "الثورة مستمرة" فى الدائرة الأولى بالجيزة (إمبابة، الدقى، العجوزة، الأهرام، كرداسة، 6 أكتوبر أول وثان، الشيخ زايد، الواحات البحرية، أوسيم، منشأة القناطر، الوراق)، يحل معاذ عبد الكريم فى الترتيب الثالث على قائمة "الثورة مستمرة"، ليجد نفسه فى غمار معركة تكسير عظم أمام "كوكتيل" من الأحزاب "الإسلامية" والفلول، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن قائمته تواجه أحزاب "الإصلاح والتنمية" الذى يقوده رامى لكح ومحمد أنور السادات، و"الحرية والعدالة" الذى يأتى على رأس قائمته القيادى بالحزب الدكتور حلمى الجزار، و"النور" السلفى، وعدد من أحزاب الفلول مثل "الحرية" و"المواطن المصرى". وفى الدائرة الأولى بالشرقية – قوائم، يقود ياسر الرفاعى، قائمة "الثورة مستمرة"، فى مواجهة حامية، أمام قوائم أحزاب"الحرية والعدالة" وتحالف "الكتلة المصرية" التى يأتى على رأس قائمته الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون بجامعة الزقازيق، إضافة إلى "النور" و"الوفد" الذى يحل على رأس قائمته محمد درى أباظة. وفضلا عن "صراع المال"، يعانى المرشحون السبعة بدرجات متفاوتة من الدعايا السلبية (تمزيق اللافتات والملصقات) وحملات التشويه التى بلغت حد التكفير ووصف الرمز الانتخابى لتحالف "الثورة مستمرة" وهو "الهرم" بأنه "صنم وماسونى"، حسبما يقول معاذ عبد الكريم الذى يشير إلى استخدام السلفيين لصور رموز الدعوة السلفية أمثال الشيخ محمد حسان وحسين يعقوب فى الدعاية، مقرونة بعبارة "اجتمع علماء الأمة على دعم هؤلاء المرشحين". "كافر وعلمانى، ولا يصلى، ويتعاطى مخدرات هذه بعض الشائعات التى تلاحقنى"، يقول خالد تليمة الذى يبدى على الرغم من ذلك تفاؤلا شديدا، مراهنا على "وعى الناس". لكن عبد الرحمن هريدى (المقيم بدائرته فى شارع المطار بالمنيرة الغربية بإمبابة) والذى يواجه نوعية أخرى من الشائعات أبرزها تلقيه تمويلا خارجيا وانسحابه لصالح عمرو الشوبكى، لا يأبه بشائعات "التكفير والعلمانية" التى تلاحق مرشحى التحالفات والأحزاب المدنية، مستدا إلى أنه عمل خطيبا وإماما فى أكبر مساجد السلفيين وهو "عمر بن الخطاب" التابع للجمعية الشرعية بإمبابة، وهو نفس المنطق الذى يستخدمه عمرو عز المقيم فى المنطقة نفسها، لافتا النظر إلى أن مثل هذه الشائعات لن تجد صدى فى الشارع بالنظر إلى معرفة الناس بوالده الذى كان عضوا سابقا بالجماعة الإسلامية.