يعتبر أحمد ضياء قللى شخصية مثيرة بكل المقاييس، فهو الوكيل المفوض عن أشراف بنى الحسن فى نقابة الأشراف المصرية، ومؤرخ مكةالمكرمة، بما يمتلك من وثائق نادرة عنها، كما أنه أحد العاملين فى موسوعة مكة والمدينة المنورة تحت إشراف وزير النفط السعودى الأسبق أحمد زكى يمانى، وصائد الوثائق والتحف النادرة فى محافظة قنا. بيته حوله إلى متحف تراثى فسألته: هل تأثرت بمسلسل أرابيسك؟ فيضحك وهو ممسك بعصاه، ويقول: "بل تأثرت بظروف الحياة التى ساعدتنى". ثم يشير إلى كسوة كعبة في برواز على أحد الحوائط. "هل تتخيل أنك الصحفى الوحيد الذى يشاهد تلك القطعة التى كانت كسوة الكعبة فى عهد الشريف غالب أمير مكة 1222 هجريا؟" يضيف: "الشريف غالب هو أحد الذين كانوا يراسلون نابليون بونابرت، والذى أرسل مراكب حربية لمصر للنضال، وهذه الكسوة أخذتها هدية من أحد أحفاده. أما ذلك الحجر فقد أخذته من الكعبة المشرفة حين قاموا بهدمهما، بل أعترف أننى العربى الوحيد الذى يمتلك 208 صورة لأماكن لم تعد موجودة فى الحرم المكى الآن". يتابع: جمعت أكثر من 2000 وثيقة من بيوت الأشراف فى محافظة قنا، وهى وثائق فى مجملها تبنى عالماً غريباً ورائعاً لرجالات مكة الذين عاشوا فى محافظة قنا، حيث كانت قنا بأكملها وقفاً على بلاد الحجاز. وإليك هذه الوثيقة النادرة التى صدرت من محكمة مكةالمكرمة والتى رصدت بكثير من التفاصيل كيف كان أهل الحجاز يتعاملون مع أملاكهم فى محافظة قنا. وهى أملاك كانت تمتد من الطوابية إلى جزيرة المؤنسية. وهذه الأملاك بجانب الوثائق التى تعج بأسامى الأشراف هى التى جعلت محافظة قنا يطلق عليها باب مكة، وعتبة الحرمين، فليست الأملاك والمراسلات بين أشراف مكة وأشراف قنا وحدها بل الجغرافيا أيضا، حيث كان الداخل إلى بلاد الحرمين من قارة أفريقيا يمر عائدا إلى قنا، حيث كانت محطا للحجيج. ولا تنسى القاعدة التاريخية المعروفة التى تقول إن قبائل العرب استوطنوا قنا بكثافة عالية بسبب قرب مناخها من مناخ مكة والمدينة كى لا يشعروا بالغربة. فى النهاية سألته ما صلة موسوعة مكةالمكرمة والمدينة بمحافظة قنا؟ فيجيب بحدة: قلت لك إن قنا كانت باب مكة من قبل العصر الأيوبى حتى عصر محمد على باشا، وذلك الوقف كان يجبر على صرف تعويضات للأشراف ولأننى مسئول من قبل الأوقاف المصرية على توزيع الوقف حتى الآن، فأنا أقوم بتوزيعه على الأشراف، كما تحدثت عنه الوثائق. تلك الوثائق التى سأخرج منها قريباً كتاباً يتطرق لأول مرة عن عالم لم يرصده التاريخ الحقيقى الذى كان مشغولاً فقط برصد الصراعات حول إمارة مكة، دون أن يرصد ذلك التفاعل الإنسانى والثقافى والاجتماعى لقبائل الحجاز العربية، التى استقرت بكثاقة فى هذه البلاد المصرية حتى تحولت إلى قلبها النابض.