قدمت الكثير ولم تسلط عليها الأضواء إلا قليل.. هكذا كانت حياة الفنانة الراحلة خيرية أحمد والتى وافتها المنية ظهر اليوم السبت بعد صراع طويل مع المرض لتختتم رحلتها الفنية والتى عملت فيها مع كبار نجوم الكوميديا في مصرK أمثال فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وإسماعيل ياسين وأمين الهنيدي تاركة وراءها تراثاً فنياً ضخماً يجمع بين السينما والدراما والمسرح. عاشت خيرية أحمد طوال حياتها "وراء الظل" فرغم الموهبة الكبيرة التى كانت تمتلكها وقدرتها على لعب جميع الأدوار كالكوميديا والدراما، والتى كانت تحمل في بعضاً منها جزءاً من الشر فإن الأضواء الإعلامية دائماً كانت مسلطة على شقيقتها سميرة أحمد، بل إن الأخيرة كان لها الحظ والفرصة في تقديم بطولات تلفزيونية بمفردها بعكس شقيقتها خيرية، ويبدو أن دخول سميرة أحمد في لعبة الإنتاج وزواجها من المنتج الشهير صفوت غطاس، كان سبباً رئيسياً في تسليط الأضواء عليها وخطفها الأنظار من نجومية خيرية أحمد، وخلال السنوات السابقة لم تكن هناك أعمال تجمع الشقيقتين سوى فيلم "السيرك" وأخيرا مسلسل "ماما في القسم" والذى عرض في رمضان قبل الماضي. لم تكن خيرية بالفنانة التقليدية في تقديم أدوارها الكوميدية، حيث كان لها طراز مختلف عن غيرها من الفنانات الذين ساروا على نفس الدرب فمنذ ظهروها على الساحة الفنية لفتت إليها الأنظار، وذلك من خلال جملتها الشهيرة "محمود ياحبيبي" والتى كانت لازمتها الشهيرة في الأعمال التى قدمتها مع الراحل فؤاد المهندس، ويبدو أن تنقل خيرية أحمد بين أكثر من مدرسة كوميدية قد علمها الكثير، حيث التحقت في الخمسينيات ببرنامج "ساعة لقلبك" ثم انضمت بعدها لفرقة ساعة لقلبك المسرحية ثم فرقة إسماعيل ياسين، كما عملت في عدة فرق آخرى منها فرقة أمين الريحاني، وأمين الهنيدي، وفرقة الكوميدي المصرية. قدمت خيرية أحمد للسينما عدد كبير من الأفلام الكوميدية منها حماتى ملاك، الفانوس السحرى، صباخ الخير يازوجتى العزيزة،عريس مراتى، عالم عيال عيال، المشاغبين في الجيش، أميرة حبي أنا، بمبة كشر، كما شاركت في السنوات الأخيرة بسينما الشباب من خلال فيلمى "بحبك وانا كمان" مع مصطفي قمر وسمية الخشاب وأيضاً فيلم "ظاظا" مع هانى رمزى وزينة. وبرغم ما قدمته خيرية من أفلام للسينما ومعرفة الجمهور بها من خلال هذا المجال إلا أن حظها في الدراما التلفزيونية كان أفضل بكثير فمنذ تقديمها سلسلة أجزاء المسلسل الكوميدى الشهير "ساكن قصادى" في منتصف التسعينيات مع النجوم سناء جميل ومحمد رضا وعمر الحريرى، أصبحت خيرية أحمد هى بطلة رئيسية في الدراما التلفزيونية للعديد من المسلسلات التى قدمتها على مدار السنوات الأخيرة الماضية، والتى تنوعت مابين الكوميديا والدراما ومنها "العائلة" مع الراحل محمود مرسي، "أين قلبي" مع يسرا ، "عفاريت السيالة" مع عبلة كامل، و"في ايد أمينة"، "العميل 1001"، "الحقيقة والسراب"، "فريسكا"، "سلطان الغرام"، "على ياويكا"، "حدائق الشيطان"، "من غير ميعاد"، "قلب ميت"، "عائلة مجنونة جدا". أما عن تراثها المسرحي فقد شاركت في مسرحيات المغناطيس، مراتي بنت جن، الرضا السامي، عبد السلام افندي، العبيط، ممنوع الستات، سفاح رغم أنفه، نمرة 2 يكسب، أختي سميحة، طبق سلطة، نقطة الضعف، الطرطور، كلام رجالة، القصيرين، مهرجان الحرامية. ولعل عمل خيرية أحمد في برنامج "ساعة لقلبك" الذى كان يكتبه الكاتب الساخر يوسف عوف سبباً لنشوء قصة حب بين الطرفان حيث زواجهما وانجبهما لولد واحد ولكن القدر شاء أن يرحل يوسف عوف عام 1999 وهو الأمر الذى أحدث حالة حزن كبيرة لدى خيرية أحمد جعلها ترتدى الملابس السوداء لفترة طويلة وانقطاعها لفترة عن العمل. وتبقي خيرية أحمد كغيرها من الفنانين الذين لم يلقوا حظهم في التكريم أوالتقدير برغم أن موهبتها تفوق بكثير النجوم السوبر ستارز التى كانت تعمل معهم في أعمالهم، ولكن ستظل خيرية أحمد واحدة من أشهر وأبرز الكوميدينات الذين أنجبتهم الساحة الفنية مثلها مثل مارى منيب وزينات صدقي.
