كشف المترجم توفيق علي منصور الفائز بجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة عن بداياته في الترجمة والتي بدأت عام 51 حين كان رائداً بالجيش وتم تكليفه من قبل القوات المسلحة بترجمة المقالات والكتب العسكرية للقوات المسلحة، وكان من بين تلك الكتب كتاب "فض الشغب" الذي طلبته إيران من القوات المسلحة المصرية لمساعدتها في فض أحداث ثورة 79 وأرسل لها الكتاب بعد ترجمته وكتاب آخر عن الخداع الإستراتيجي استقت منه القوات المسلحة جزءاً من خطة خداع حرب أكتوبر. وكان من أول الكتب التي ترجمها كتاب "الناقلة المدرعة بس تي آر 40"، التي كلفه بها المشير "محمد عبد الغني الجمسي" وكان المشير الراحل عميداً حينها بحسب ما صرح توفيق ل"بوابة الأهرام" في حوار قصير أجري معه عبر الهاتف ، وترجم كتاب آخر عن الحرب العالمية الثانية، تحت عنوان "غزو العقول" ألف علي أساسه كتاباً آخر تحت عنوان "الخداع فن وتطبيق" أراد نشره للجمهور المدني وهو ما استلزم حصوله علي إذن من المخابرات الحربية، التي حصلت علي نسخ منه ووزعتها علي القوات المسلحة وأخذت منه خطة الخداع في حرب أكتوبر. وأعلن فوز توفيق (71 عاماً) بجائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة، التي يمنحها المركز سنويا وقيمتها مائة ألف جنيه مصري صباح اليوم الثلاثاء وذلك عن الترجمة العربية التي أنجزها لكتاب "نهر النيل.. مشاركة في مورد نادر" والكتاب من تأليف نخبة من الباحثين وقام بتحريره بي بي هاويل وجي الآن. وتوفيق على منصور من مواليد 9 مارس 1931، حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية ودكتوراة في الأدب الإنجليزي عام 1993 ويجيد الفرنسية والألمانية والإنجليزية، ألف وترجم ما يزيد على 60 كتابا من ضمنها كل الأعمال الشعرية لشكسبير، شارك في كل الحروب، التي خاضتها مصر منذ العام 1956، حتى أكتوبر 1973 وحقق بعض كتاب التراث وله عدة أعمال شعرية وسبق له الفوز بجائزة عبد الله باشراحبيل للترجمة التي تمحنها جامعة المنيا في 2009. وانتقل توفيق إلي ترجمة الكتب الأدبية والعلمية بعد تقاعده فحصل علي ماجيستير الأدب الإنجليزي في عام 1993 عن أدب شكسبير من جامعة القاهرة وألف وترجم كتباً عن الخرائط، وتفرغ بعد ذلك لترجمة الأعمال الغنائية الكاملة لشكسبير ونقلها في 10 آلاف بيت شعري ترجمهم كلهم في البحر المتقارب. ثم بدأ في ترجمة كتب علمية عن البيئة والطبيعة كان أبرزها كتاب "الكوارث الطبيعية" وهي كتاب فريد من نوعه في اللغة العربية. من جهة أخرى عبر توفيق عن سعادته واعتزازه بالجائزة خاصة وأنها تأتي بعد ثورة 25 يناير، التي غيرت الكثير من الأشياء حيث كانت تعطي تلك الجوائز في السابق للمعارف والمحاسيب، ولكن هذه المرة منحت الجائزة بنزاهة وعدالة كاملة. وشكر توفيق لجنة التحكيم علي نزاهتها وعن اختيارها لكتاب علمي ليفوز بالجائزة خاصة وأن ترجمة الكتب العلمية لا تلقي آذاناً صاغية في بلادنا وتقتصر جهود الترجمة علي الأعمال الأدبية والشعرية والمسرحية. وكشف توفيق عن أن الكتاب الذي صدر العام الحالي فقط قد ظل مركوناً في أدراج الهيئة العامة للكتاب منذ عام 1998 حين ترجمه بتكليف من الأستاذ أحمد صليحة رئيس تحرير كتب الهيئة في ذلك الوقت، واستغرقت ترجمه ستة أشهر وراجعه الأستاذ أحمد هلال ياسين أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الألسن جامعة عين شمس، وظل الكتاب في أدراج الهيئة إلي 2009 حين سحبه من الهيئة وقدمه للمركز القومي للترجمة، وأعاد كتابته ومراجعته في 2010، وأثنى توفيق علي سرعة المركز في إصداره. وعن مشكلة المصطلحات قال توفيق إنه كان لابد من أن يلتزم بالمصطلحات العلمية بدقة فذهب إلي دار الكتب ومركز البحوث المائية وقرأ كل ما يتعلق بهندسة الري ليتمكن من المصطلحات. ومن جهة أخرى انتقد توفيق قلة نسبة الكتب العلمية في مجمل إصدارات المركز القومي للترجمة، حيث بلغت 0.7% فقط من مجمل الإصدارات وهو أمر مؤسف جداً، وأكد توفيق أن الكتب العلمية يجب أن تلقى اهتماماً أكبر في تلك المرحلة.