أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابا بعنوان "الكتابات المُعَمَّاة في الحضارة المصرية القديمة"، للباحثة نجوى محمد متولي، وهو أحدث إصدارات سلسلة "دراسات في الخطوط"، وهي سلسلة علمية محكمة تصدر عن مركز الخطوط بالمكتبة، يرأس تحريرها الدكتور خالد عزب مدير مركز الخطوط بالإنابة، ويقدمها الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية. ويعد هذا الكتاب، الذي يقع في 292 صفحة، استكمالاً لنشر الأعمال العلمية الجادة التي تخرج من الجامعات المصرية والعربية والدولية، والتي تهتم بنظم الكتابة والكتابات القديمة، ومن ثم تتيح الفرصة للمختصين وغير المختصين التعرف على أساسيات الحضارة المصرية القديمة وغيرها من الحضارات القديمة، وذلك بهدف نشر الوعي الثقافي والأثري، فضلاً عن التعمق في دراسة تاريخ النقوش والكتابات للوصول لفهم أعمق للتاريخ والحضارة الإنسانيةالذي هو جزء أساسي من أهداف مكتبة الإسكندرية. ويبين الكتاب أن مصطلح الكتابات المعماة قد يبدو غريبًا على البعض من غير الدارسين والباحثين، إلا أن الدراسة تكشف عن أنها جزء من الكتابة المصرية القديمة الذائعة الصيت، كما أنها تعد تقليداً نشأ وتطور في العديد من الكتابات القديمة والحديثة أيضاً. والكتابات المعماة، هي تلك التي قصد الكاتب أن يخص بها شيئاً، أو أن يضفي بها على مايكتب شيئًا من الصعوبة والسرية. وقد كان للعلماء العرب دور كبير في كشف غموض تلك الكتابات، إذ كان لهم الفضل في تأسيس أحد فروع علم اللغة، والذي أطلق عليه علم التعمية. ويعرض الكتاب في مقدمته وفصوله الأربعة تاريخ الدراسات التي تناولت الكتابات المعماة، والمتعارف عليها بين علماء اللغة بمسمى cryptography، مع سرد لتاريخ وتطور تلك الكتابات، منذ البدء وحتى آخر ظهور لها في النصوص المصرية القديمة، كما يبحث بعد ذلك في الأسباب والأهداف التي دفعت الكتبة في مصر القديمة إلى اللجوء للتعمية، واختراع تلك الكتابة، فنري من لجأ إليها لأسباب دينية، ومن استخدمها لأخرى سياسية أو دنيوية، كما استخدمها بعض المفكرين والفلاسفة لأغراض جمالية، وكذلك لإظهار نوع من التفوق والقدرة على الكتابة.