نعي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى الأمة العربية الكاتب الصحفي الراحل أنيس منصور، وقال شيخ الأزهر إنه برحيله فقدت الأمة أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء، الكاتب الذي لا تملك إذا وقعت عينك على مقال له أو كتاب له، إلا أن تعكف على قراءاته حتى تكمله مستمعاً حتى لو خالفته فيما يبدى من رأى. وقال شيخ الأزهر إن أنيس منصور، هو صاحب القلم الذى اتخذ من الركن الخلفى من جريدة الأهرام – فى العقود الأخيرة – موقعاً يزوره فيه كل يوم، وربما بدأوا به مطالعتهم اليومية، والعقل الذى تواصل مع مفكرى مصر – وأدبائها من العقاد وعبد الرحمن بدوى إلى أبى ريدة وشوقى ضيف وغيرهم، وطاف حول العالم جغرافياً وتاريخياً وفكرياً يقرأ لديكارت وجوته وسارتر ورسل وأمثالهم، يقرأ بالانجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية، مع إتقانه العربية واعتزازه بها وبلائه فى احترامها والذب عن حرماتها، ومزج فيها – كما فعل ابوحيان وابن سينا والغزالى من قبل – الأدب بالفلسفة وكتب الخبر والمقال، والمسرحية والقصة والسيرة والرحلة، والنقد والإبداع، والترجمة والتأليف ومقاله "العمود" ومقاله "الافتتاح" واتصل فى شبابه بحسن البنا وفى كهولته بأنور السادات، ودرس الفلسفة، فتأثر بفكر سقراط ومنهج الوجوديين وما بينهما من عقول وطوف ما طوف، وناله ماناله من اضطهاد، وبلغ مابلغ من شهرة وبروز عن جدارة واجتهاد ولم ينس بلدة المنصورة ورجالها ونساءها، ولا أمه – رحمها الله – وكتب مقالتيه الاخيرتين كأنما يرثى نفسه يودع الحياة ويستقبل الآخرة "اللهم أغفر له وارحمه وعافه وأعف عنه، وأكرم نزله يارب العالمين.