نظّم مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع مركز الفرنسي للدراسات السكندرية صباح اليوم الثلاثاء، احتفالية بعنوان "كتابات مختارة من التراث السكندري"، وذلك في إطار الاحتفال بالتراث السكندري. تضمنت الاحتفالية مجموعة من الندوات؛ منها ندوة بعنوان "التراث الثقافي غير اليوناني في مكتبة الإسكندرية القديمة"، والتي تحدث فيها الدكتور محمد عبد الغني، ومحاضرة بعنوان "التراث السكندري في كتابات الرحالة في العصر الحديث والمعاصر (1517 -1952)"، قدمها الباحث إسلام عاصم. ألقى أحمد منصور نائب مدير مركز الخطوط، محاضرة بعنوان "أحداث سكندرية..أماكن سياحية"، كما عرض محمد حسن؛ الباحث بمركز الخطوط، عناصر التراث في الشارع السكندري. وعن التراث السكندري في كتابات الرحالة، قال الباحث إسلام عاصم إن الإسكندرية أجبرت معظم الرحالة الذين مروا بها على ذكرها في كتاباتهم، حيث إنها مجتمع ذو نسيج مختلف، قد لا يعبأ به الرحالة في بداية رحلته، إلا أنه يتذكره عندما يطوف بأنحاء مصر، لأن الإسكندرية كانت ذات طابع خاص متفرد لم يقابله الرحالة في أي مكان آخر بمصر. وأكد أن الإسكندرية كانت مدينة الوصول لمعظم الرحالة الأجانب والعرب في العصر الحديث، لذا فقد قدموا في كتاباتهم وصفاً يتناول أهلها ومعالمها وتاريخها، وملاحظاتهم على الحياة فيها من جميع جوانبها، كما قدموا الرسومات واللوحات والخرائط الخاصة بها، مما يجعل إنتاج الرحالة الأدبي والفني من أهم مصادر معرفة تراث الإسكندرية العريق وتطور المدينة على مر القرون. وأشار عاصم إلى أن الرحالة والمستشرق "إدوارد وليم لين" زار الإسكندرية في القرن التاسع عشر، فوصف حال المدينة وتنوع أجناس أهلها واللغات التي يتحدثون بها، كما ذكر الحي العربي بالمدينة والحي الأوروبي، وقدم وصفًا للوكالات بالإسكندرية. ومن جانبه، تحدث أحمد منصور عن الأماكن السياحية التي ترتبط بالأحداث، كما أصبح ميدان التحرير رمزًا لثورة 25 يناير، وأصبح من بعدها مزارًا سياحيا، مما يجعل من الحدث تراثا معنويا والمكان تراثا ماديا. وقال منصور إن عامود السواري في الإسكندرية شيد شكرًا للإمبراطور دقلديانوس على تخفيف الضرائب على السكندريين، حتى أصبح مزارًا سياحيًا ورمزًا للمسيحية وانتصارها على الوثنية الرومانية.