أكد الدكتور عز الدين فهمي سفير مصر بالجزائر، أن مصر لن تقوم بمنح "حق اللجوء" إلى أفراد عائلة الزعيم الليبي "المخلوع" معمر القذافي المتواجدين حاليا في الجزائر، حيث يدور حديث عن رغبتهم في مغادرة الجزائر باتجاه مصر. وقال السفير عز الدين في حوار أجرته معه صحيفة "الفجر" الجزائرية نشر اليوم "مصر لن تكرر تجربة الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي استقبل شاه إيران بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية التي كانت لها تداعيات خطيرة على العلاقات بين البلدين وقاطعتنا إيران بسببها". وأضاف بخصوص عائشة القذافي وباقي أفراد عائلة القذافي "نحن لن نكرر الخطأ مع ليبيا". وقال "مصر تفتح صفحة جديدة مع الليبيين عبر المجلس الانتقالي الليبي، ونحن نعي جيدا أن موضوع عائلة القذافي سيكون له تداعيات صعبة على مستقبل علاقاتنا مع "حكام ليبيا الجدد". وأوضح الدكتور عز الدين بخصوص مجموعة الأفراد الليبيين الذين سافروا قبل أسبوعين من الجزائر إلى مصر عبر شركة مصر للطيران، أنهم مجموعة من المواطنين الليبيين عاديون جدا وليس لهم علاقة بالقذافي لا من قريب ولا من بعيد، مشيرا إلى أنهم حصلوا على التأشيرات من ليبيا قبل سفرهم، وهو إجراء طبيعي لم يكن يحتاج إلى كل تلك الضجة الإعلامية على حد تعبير السفير. وكانت تقارير جزائرية قد أشارت إلى أن عائشة القذافي وعائتها تنوي مغادرة الجزائر قبل نهاية السنة الجارية، حيث نقلت مصادر إعلامية أن هذه الأخيرة أبلغت السلطات الجزائرية نيتها في الرحيل قبل نهاية السنة الجارية، دون أن تشير إلى الوجهة التي اختارت المغادرة إليها، معتبرة تواجدها بالجزائر بمثابة "السجن". وقد سبّب قرارها انشقاقا وسط عائلتها المقيمة بالجزائر، خاصة وأن شقيقيها لم يتحمّسا لقرارها، ورفضا الرحيل معها. وتأتي هذه التطورات في وقت إتجهت فيه الجزائر إلى إقامة علاقات قوية مع المجلس الانتقالي الليبي، بعد موجة من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين وحرب التصريحات، وعلقت صحيفة "الوطن" الجزائرية الناطقة بالفرنسية، على سياسة الجزائر تجاه التعامل مع المجلس الانتقالي بأنها رغبة قوية في "كسر للجليد" خصوصا بعد إعلان الجزائر توجهها نحو مزيد من التقارب والعمل مع السلطة الجديدة في ليبيا، كما أعلنت السلطات الجزائرية على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي عن زيارة مرتقبة لوفد من المجلس الانتقالي الليبي إلى الجزائر.