تعيش أسرة الفدائية الفلسطينية "وفاء البس" الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة، والتي سيفرج عنها ضمن 27 أسيرة من مناطق فلسطينية مختلفة في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلى جلعاد شاليط، حالة ترقب وفرح وانتظار لرؤية ابنتهم التي فشلوا طوال سنوات سجنها الست في رؤيتها. الأسرة التي تسكن مخيم جباليا شمال قطاع غزة تجرى استعدادات على قدم وساق، وتكاد لاتنام انتظارا للحظة لقاء ابنتهم وخروجها للحرية، مؤكدة أن حالة القلق والشكوك حول خروجها قد زالت هذه المرة تماما بعكس ما حدث في 2009. وأوضح "أبو ياسر" والد الأسيرة "وفاء" لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة أن الأسرة في عام 2009 عاشت حالة من القلق والشكوك بعدما تردد اسم "وفاء" ضمن الصفقة التي عرفت باسم "شريط الفيديو"، إذ قررت إسرائيل وقتها الإفراج عن أسرى وأسيرات مقابل الحصول على "شريط الفيديو" الذي أثبت أن شاليط على قيد الحياة وتم بموجب الصفقة إطلاق العديد من الأسرى والأسيرات وتردد وقتها أن "وفاء البس" من ضمنهم، إلا أنه ثبت عدم صحة ذلك. وعن الاستعدادات لاستقبال "وفاء" قال والدها: إن الاستعدادات تتم داخل الأسرة وخارجها إذ قامت والدتها بشراء ملابس جديدة لوفاء كما تم تجهيز غرفتها بأثاث جديد وإضافة بعض الأثاث للمنزل بخلاف كميات كبيرة من الحلوى، كما تم تزيين جدران الشارع الذي تقطن فيه الأسرة بالأعلام وصور الأسرى ومنهم "وفاء" ترقبا للحظة وصولها. وعن كيفية استقبال وفاء لدى وصولها قطاع غزة، قال والدها "أبو ياسر": "لم نبلغ إلى الآن بذلك لكن ربما يتم عبر معبر ايريز أو رفح"، مضيفا "لا نعلم حتى الآن هل ستكون ضمن الدفعة الأولى أم الثانية". ووفقا للصفقة سيتم الإفراج عن ألف أسير فلسطيني، إضافة إلى 27 أسيرة على مرحلتين، الأولى ستضم 450 أسيرا، والثانية بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى وتضم 550 أسيرا. وفى الشارع الذي يوجد به منزل وفاء البس بدت حالة من الفرح على الجيران بقرار الإفراج عنها وعن كل الأسرى وعددهم ويتبادل الاهالى التهنئة. وكانت "وفاء البس" فدائية كتائب شهداء الأقصى (27 عاما) الموجودة الآن في سجن "هشارون" شديد الحراسة، قد اعتقلت على معبر بيت حانون (ايريز)، فى مايو 2005 بتهمة محاولة تنفيذ عملية فدائية والانتماء لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وقد حكم عليها بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما أمضت نصفها، فيما كانت قد أمضت من قبل أكثر من عام في زنازين العزل الانفرادي في سجني "نفي تريستا" بالرملة والدامون على فترات متفاوتة، وهي الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة. وقال الباحث المختص بشئون الأسرى، عبد الناصر فروانة لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن وفاء البس لم تر أسرتها منذ اعتقالها، ولم يسمح لأي من أفراد عائلتها بزيارتها كما لم يسمح لها بالاتصال ولو لدقائق معدودة بذويها، إلا أنها حادثت والديها هاتفيا منذ أكثر من عامين وهو ما اضطرها للاعتماد على الإذاعات المحلية ومتابعة برامجها الخاصة بالأسرى على أمل أن تستمع من خلالها لأصواتهم والاطمئنان عليهم. وقال الباحث المختص بشئون الأسرى، عبد الناصر فروانة إنه تم استثناء وفاء فيما عرف بصفقة "شريط الفيديو" والتي أطلق بموجبها سراح 20 أسيرة في أكتوبر من عام 2009، فيما لم يعلن سبب ذلك. ويذكر أن "وفاء البس" ولدت وسط عائلة فلسطينية ربتها على ثقافة النضال والكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وحسب والدتها فقد اهتمت وفاء منذ صغرها بأمور المقاومة والنضال ضد إسرائيل وكانت باستمرار تستمع إلى نشرات الأخبار خاصة أخبار الشهداء والأسرى، فكانت تحزن كثيرا عند سماعها لخبر استشهاد الأطفال، ولا يفارقها البكاء عليهم حتى وإن لم تكن تعرفهم. وتقول والدتها "أم ياسر" أن وفاء شاركت في الفعاليات المختلفة من مسيرات واعتصامات ضد الاحتلال لكن لم أكن أتوقع أن تقوم بتنفيذ عملية استشهادية. وأدى الإيمان بالمقاومة كسبيل إلى التخلص من الاحتلال إلى انتظام وفاء بصفوف حركة فتح وكان لها العديد من الأنشطة، حتى اختيرت من قبل كتائب شهداء الأقصى لتنفذ عملية فدائية على معبر بيت حانون(إيريز)، لكن لم يكتب لهذه العملية النجاح، واعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ووجهت لها تهمة محاولة القيام بعملية استشهادية وحكم عليها أول مرة بالسجن المؤبد لكن بعد عدة استئنافات ومرافعات تم تخفيض الحكم إلى 12 عامًا.