قال الكاتب الصحفي سمير العيطة رئيس تحرير النشرة العربية لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية أن وسائل الإعلام المصريّة لعبت دوراً في تهييج الأحداث حتّى تأخذ طابعاً طائفيّاً، وتتفجّر على النحو الذي أخذته بالأمس ثمّ في الاستمرار في سرد الأحداث دون شفافيّة عن المسؤوليّات. واعتبر العيطة أن هذا أمر خطير جداً لمصر ما بعد الثورة. ورأي العيطة في حوار قصير أجري مع "بوابة الأهرام" عبر الإنترنت أن الأهمّ بالنسبة لمصر في تلك المرحلة هو أنّ قضيّة ماهية الدولة المصرية أصبحت تطرح بعد أحداث ماسبيرو بحدة، خاصّة فيما يتعلّق بعلاقة الدين مع الدولة. فهناك ابتعاد كبير عن أسس ثورة سعد زغلول في 1919 وشعار "الدين لله والوطن للجميع"، ومهاترات حول هذه العلاقة تظهر هنا وهناك أحياناً وتتفجّر ثم تخمد. وأكد العيطة علي أنه يجب عدم التساهل مع أيّ خطاب أو ممارسة طائفيّة، فكلّ طائفيّ هو عدوّ لمصر. وهي قضيّة في منتهى الجديّة بحسبه وأضاف: برأيي تتحمّل مجمل القوى السياسية مسئوليّتها في ذلك، بما فيها المجلس العسكري و يجب العودة إلى سعد زغلول في المبادئ الدستوريّة وحسم النقاش بجرأة من حيث إنّ مصر لجميع مواطنيها مع حريّة المعتقد والعبادة. وهذه معركة حقيقيّة على مستوى المجتمع، وإذا لم تخاض فستعود مصر إلى الوراء واعتبر العيطة أن أهميّتها كأهميّة قيمة سلميّة الثورة المصرية وديموقراطيتها. وربط العيطة تلك المعركة التي تحدث في مصر بما يحدث في سوريا فهذه المعركة تخاض اليوم سياسيّاً في سوريا، وهي أحد الأسباب الرئيسة لعدم توحّد المعارضة. فطيف كبير منها يقول لا للمجلس الوطني المنشأ حديثاً، لأنّه يجب أن توضع قواعد سياسيّة للتحالف بين التيارات المختلفة، بالضبط قبل سقوط النظام. وإحدى القواعد هي أنّ "الدين لله والوطن للجميع"، دون الاكتفاء بتعبير "الدولة المدنيّة" الغامض. وما أوّله خير آخره سلامة. ورأي العيطة أن هناك جانبا آخر للمشكلة هو أنّ الثورة المصريّة لم تمسّ حقيقة سوى القاهرة والإسكندريّة والسويس، دون المدن الأخرى والأرياف. هناك جهد كبير على شباب الثورة والتيارات السياسيّة القيام به، كي تنتقل روح الثورة وقيمها إلى جميع أنحاء مصر وخاصّة الأرياف. وكي تأتي روح الثورة هي باللحمة الوطنيّة. نسيت الأرياف لسنين وها هي مشاكلها التي تنبع من الإهمال تتفجّر.