اختلفت آراءالخبراء والمحللين حول عملية طرح أسهم شركة عامر جروب القابضة في البورصة, ما بين مؤيد يتوقع نجاحها وتأثيرها الإيجابي على السوق, من خلال ضخ سيولة جديدة تساعد على تنشيط ورواج البورصة وبين معارض يرى أن التوقيت غير مناسب لأي طروحات جديدة، وخاصة وأن هناك ذكريات سلبية لطروحات لم تحقق النجاح المطلوب خلال الفترة الأخيرة. وتستعد عامر جروب القابضة لتقديم مستندات القيد في البورصة خلال الأيام القليلة القادمة, تمهيداً لإجراء طرح عام وخاص ل 500 مليون سهم, وتعتزم تخصيص نحو 400 مليون سهم تمثل نحو 80% من الأسهم المطروحة للاكتتاب الخاص و100 مليون سهم للاكتتاب العام. ويبلغ رأسمال عامر جروب القابضة المصدر والمدفوع 195.570 مليون جنيه بعد تخفيضه من 8.1 مليار جنيه عن طريق تخفيض القيمة الاسمية من 5 جنيهات إلى 12 قرشا، وتسوية احتياطي اندماج الشركات التي استحوذت عليها في حساب رأس المال المصدر والمدفوع للتوافق مع قواعد القيد بالبورصة، ويبلغ عدد أسهم عامر جروب القابضة 1.629 مليار سهم، وسيجري تجميد أسهم قدامى المساهمين لمدة 6 أشهر. في البداية يقول هاني حلمي، رئيس مجلس إدارة شركة الشروق للسمسرة في الأوراق المالية، إن "السلعة الجيدة تفرض نفسها " ولذلك فإن نجاح عملية الطرح سيتوقف على السعر المناسب وطريقة العرض للسهم, بحيث يكون فرصة استثمارية جيدة تجذب المزيد من المستثمرين, متوقعاً التأثير الإيجابي لعملية الطرح على السوق، في حالة دخول أموال جديدة من الخارج في عملية الاكتتاب بما يمثل إضافة جيدة للسوق, ويشير إلى أن عملية الطرح كبيرة وستشارك بها صناديق استثمار أجنبية وهو ما تسعى إليه الشركة فى عملية الاكتتاب, وتبلغ القيمة الاسمية للسهم 12 قرشا بإجمالى 75 مليار جنيه بما يقارب 10 مليار يورو , علاوة على أن القيمة السوقية ستصل ل 150 مليار دولار , مشددا على أن عملية الطرح سترفع من القيمة السوقية للبورصة والتي تقارب حالياً 450 مليار جنيه . ومن جهته يؤكد محمد ماهر، رئيس مجلس إدارة شركة برايم لصناديق الاستثمار، وجود حاجة لطروحات جديدة بالسوق, لأن هذه الطروحات تساعد على زيادة السيولة التي يحتاجها السوق , وخاصة وأن غالبية المستثمرين متحفظون فى ضخ أي سيولة جديدة مع عدم وجود طروحات جديدة. ويشير إلى أن طرح شركة عامر جروب سيكون له تأثير إيحابي على السوق، ولكن بشرط أن يكون الطرح بسعر مناسب . ويختلف مع الآراء السابقة مصطفى بدرة، خبير أسواق المال ويقول: إن حجم السيولة يؤثر على التعاملات بالبورصة سواء في السوق المصري أو العربي والعالمي, وما زالت الأسواق متأثرة بتداعيات الأزمة المالية العالمية, مشيراً إلى أن السوق المصرى يعد من الأسواق الناشئة ولا يأتي في قمة أولويات المستثمر العربي والأجنبي وخاصة في ظل حالة شبه العزوف عن الاستثمار بالبورصة والتوجه نحو الاستثمار بالبنوك والبترول والذهب مع ارتفاع أسعاره, ويؤكد أن كل هذه المعطيات تؤثر سلباً على أي طروحات جديدة بالسوق, وهناك خلفية سلبية لطروحات تمت فى عام 2010 ولم تحقق النجاح المرجو منها وآخرها عملية طرح شركة "جهينة " والتي لم تبد استحسان المستثمرين فى ظل الظروف الحالية التى تسود السوق. ويقول بدرة: علينا العمل بمقولة " حسن السوق ولا حسن البضاعة " والتوقيت الحالي غير مناسب ولابد من اختيار الوقت المناسب لعملية الطرح والتمعن في أي اكتتاب جديد ودراسته وفحصه بشكل جيد قبل الإقدام علي اتخاذ أى خطوة.